التوبة
يقول تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، ونتوب جميعًا لأننا لا ندخل الجنة إلا برحمة الله علينا لا بعملنا، فحقُّ الله أعظم من أن يُوفَّى، وأول شروط التوبة الترك، حتى وإن عدت إلى الذنب تتوب ثانيةً وثالثة، ولا تجهر بمعصية أو تصدَّ ناصحًا، وتجنَّب أهل المعاصي ومكان المعصية لئلا تعود، واحذر مقدمات الذنوب، فإن كنت تحاول التوبة عن النظر المحرَّم، فلا تلبِّ دعوة لمكان تعلم ما فيه من الفحش.
والشرط الثاني هو الندم، أن تندم على وقوعك في الذنب وعلى فرحك بالمعصية، تندم لأنك لا تعلم هل قُبلت توبتك أم لا، فكما يقول الحسن البصري: “ترك الذنب أهون من معالجة التوبة”، والشرط الثالث هو العزم على عدم العودة، ولا يغني الاستغفار عن التوبة، فالله (عز وجل) يقول: ﴿وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾، فالتوبة إصلاح ما بينك وبين الله وليس فقط طلب المغفرة، والتوبة النصوح استغفار باللسان، وندم بالقلب، وإمساك بالبدن كما يقول الكلبي.
ومما يعينك على صدق التوبة تقصير الأمل، وعدم الركون إلى الدنيا والاطمئنان بها، إذ إنك لا تملك من أمرك شيئًا، ولا تأمن أن يقبضك الله في أي لحظة، واحذر التسويف والتأجيل، فإنما هو الشيطان يملي لك، وجالس التوَّابين، وتذكَّر نعمة الله عليك، وتذكَّر تقصيرك في حقه رغم نعمه، واعلم أن الله عفو رحيم يحب التوابين من عباده، ورحمته وسعت كل شيء، فجدِّد توبتك كل ليلة، وداوم على الاستغفار، وأعد لكل ذي حق حقه، وأتبع السيئة الحسنة.
الفكرة من كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
بعد أن فتَّ الضعف في عضد أمتنا، وكثرت الفتن والبلاءات والشهوات، حتى صرنا كما قال النبي كغثاء السيل، فقد نشأت الحاجة إلى ريح إيمانية تزيح عنا الضعف، وتنتشلنا من الشهوات، وتبثُّ فينا العزم والقوة، ليصح ديننا ويقوى إيماننا، ونعود خير أمة أخرجت للناس.
مؤلف كتاب هُبِّي يا ريح الإيمان
الدكتور خالد أبو شادي، دكتور صيدلي وداعية إسلامي مصري، ولد عام 1973 في محافظة الغربية، نشأ في الكويت ثم أكمل تعليمه الجامعي بمصر، وتخرج في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة، اشتغل في دعوته على الجانب الروحي والإيماني وتزكية القلوب، وله عدد كبير من المؤلفات، والمرئيات على التلفزيون واليوتيوب.
من مؤلفاته:
ينابيع الرجاء.
صفقات رابحة.
أول مرة أصلي.
الحرب على الكسل.