التواصل
عندما يطالب الابن بعدم تواصل الأهل معه فعليهم أن يحترموا طلبه ويقبلوا رغبته حتى لا تسوء العلاقة أكثر، فإن أية محاولة لتعجيل العودة أو رفض طلبه ستزيده تمسكًا بموقف القطيعة، وإذا أتيحت فرصة التواصل من خلال إجراء مكالمة هاتفية أو إرسال رسالة، فمن الأفضل أن تكون رسالة موجزة لطيفة لتجنب المواضيع التي قد تكون من أسباب الاستياء. وإمكانية التنبؤ من أهم عوامل الشخصية التي يحتاج الوالد إلى الاتصاف بها في تلك المرحلة من التواصل مع ابنه، حتى تُبنى الثقة التي ستجعله يقترب مجددًا، والمقصود بهذا ألا يفاجئ الوالد ابنه بتواصل في موعد غير متوقع قبل أو بعد الأوقات التي سبق تحديدها، وفي حالة تغيير أي شيء في نظام التواصل يجب إخبار الابن بكل ذلك، حتى يتهيأ له ويكون تشجيعًا له للعودة مجددًا ، وكل ذلك يظهر له احترامك لحدوده الشخصية.
إن التعامل مع الانفصال يمر بمراحل أولها الاحتجاج ومحاولة إجبار الأبناء على التواصل، ثم مرحلة اليأس وفقدان الأمل، ثم الاستسلام لواقع الانفصال، وللتعامل مع هذا الصمت من ناحية الابن من الممكن أن يسأل الأهل عن سبب الانفصال، وإن كان الابن قد ابتعد عنهم احتجاجًا على عدم اهتمامهم به فسيكون خيارًا سيئًا أن يبتعد الأهل ويلتزموا الصمت، لأن هذا مضاعفة للمشكلة الرئيسة، فمن المهم أن يتحلى الأهل بالقوة في رحلة إعادة التواصل ليتمكنوا من المحاولة مرات ومرات.
وعندما يطور الوالدان طريقتهما في التواصل ولا يتلقون استجابة من الأبناء، عليهم أن يستمروا في محاولاتهم، فالابن في تلك المرحلة غير واثق بجديةِ هذه المحاولات ولا يعرف إلى متى ستستمر، لذا فمن المهم منحهم الوقت الكافي حتى يشعروا بالأمان.
وعند استعادة التواصل مع الابن المنقطع يجب جعل اللقاءات والاتصالات موجزة للغاية، وقد فسرت الكاتبة أسباب هذه التوصية بأن تلك الاتصالات الموجزة تجعل التركيز على الهدف أسهل، دون التطرق إلى المواضيع التي كانت من أسباب الخلاف والاستياء بينهم في ما مضى، وسيكون هذا التواصل الموجز دافعًا للأبناء لانتظار المزيد، بدلًا من الشعور بالاكتفاء من هذا التواصل.
الفكرة من كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
في المجتمع الحديث نلاحظ تدهور العلاقات بين الأبناء والوالدين عندما يبلغ الأبناء ويبدؤون في الاستقلال بحياتهم، وهو ما يهدد صورة الأسرة المترابطة عبر الأجيال من خلال شبح الانفصال والقطيعة، فمن أكثر الأمور إيلامًا للوالدين شعورُ الإقصاء والاغتراب عن أبنائهم.
وفي موضوع إصلاح العلاقات لا يمكن لخطة واحدة أن ترشد الجميع إلى الطريق الصحيح، لذا جاء الكتاب جمعًا لآراء وأفكار ومعلومات قابلة للتطبيق الواقعي، يمكن الاختيار من بينها وفقًا لظروف الحياة المختلفة، كما يدعونا إلى تغيير طريقة التفكير والتصرف وكيفية المبادرة بتسوية الخلافات مع الابن المنقطع.
مؤلف كتاب إحياء التواصل بعد القطيعة مع ابنك البالغ: طرق ونصائح عملية لتضميد شرخ العلاقات مع ابنك المنفصل عنك
تينا غيلبرتسون: كاتبة ومتحدثة وصانعة محتوًى، عملت سابقًا في تحرير الصحف المحلية في موطنها بِفانكوفر كولومبيا البريطانية، وعملت بالتمثيل ثم استقرت في عملها معالجة نفسية بعد أن تخرجت بدرجة الماجستير في علم النفس الإرشادي.
ومن مؤلفاتها المنشورة:
Constructive Wallowing: How to Beat Bad Feelings by Letting Yourself Have Them