التواصل وفوائده
التواصل وفوائده
بعض الآباء يرغبون في منع تصرف طفلهم السيئ قبل حدوثه، وهذا ما يطلق عليه التربية الاستباقية، ورغم فائدتها الكبيرة فإنها ليست سهلة، بل تتطلب كثيرًا من الوعي، وحتى مع استخدامك للتربية الاستباقية فإن السلوك السيئ يقع لا محالة، وحينئذ يحين وقت التواصل، فالتواصل أداة فعالة وبشدة، لها عديد من الفوائد: ففائدة التواصل الأولى “أنه ينقل الطفل من حالة التفاعل التلقائي إلى حالة التفاعل الواعي”، فالتواصل هو جهاز التحكم في المشاعر ومنعها من التأجج، ويُخرج الأطفال من الحالة التفاعلية إلى حالة تمكِّنهم من تقبل ما يقوله الوالدان، وما يفعله التواصل هنا هو إدماج المخ في الأمر، وهذا يحيلنا إلى فائدة التواصل الثانية وهي بناء المخ، فعندما نوفر المواساة لأطفالنا وهم غاضبون، وننصت لمشاعرهم، ونعبر عن مدى حبنا لهم، يؤثر ذلك في الطريقة التي تعمل بها أدمغتهم، فتقوى العلاقة بين الأب وطفله، وتنتج عن ذلك روابط عصبية جديدة تُنمي الأنسجة التكاملية في عقل الطفل، وهذه هي الفائدة الثالثة والأخيرة للتواصل.
وحاجة الطفل إلى التواصل تكون في الأوقات التي تضطرب فيها عواطفه، ويصبح حينها الطفل في حاجة إلى معالجة السلوك، ولكن قبل معالجة السلوك ينبغي إعادة صياغة تلك المشاعر المضطربة، ويمكن فعل ذلك من خلال ثلاثة مبادئ يقوم عليها التواصل، المبدأ الأول: تجاهل ضوضاء المخاوف المستقبلية، والتركيز على اللحظة الراهنة، فتخيل مثلًا أن طفلتك حصلت على درجات سيئة، قد تهتاج بسبب ذلك، في حين أنك لو أمعنت في النظر لوجدت أن ذلك قد حدث بسبب مرضها الشديد وغيابها، الذي أثر في درجاتها، والمبدأ الثاني للتواصل هو ملاحقة السبب،
فبدلًا من التركيز على السلوك وحده ابحث عما يكمن وراء أفعال طفلك، ثم فكر في كيفية معالجة هذا السلوك، وهذا هو ثالث مبادئ التواصل بلا دراما، ولضمان نجاح التواصل في كل مرة يمكنك التأكد من ذلك بتطبيقك لدورة التواصل بلا دراما، التي تبدأ بالتعبير عن مواساتك، وذلك من خلال لمسة حانية على يد طفلك، والتحدث معه وأنت أسفل مستوى نظره، وكل ذلك يحول دون انفجار طفلك، وتلي المواساة التفهم، فحتى لو لم تعجبك سلوكيات طفلك استمع للأمر من وجهة نظره، واعترف بمشاعره واحتوِها، وتنتهي دورة التواصل بالإنصات وإعادة الصياغة، فعندما ينفجر طفلك لا تشرح، أو تلقِ دروسًا، فقط أنصت لمشاعره، وبعدها أعِد صياغة ما سمعته، واجعل طفلك يعرف أنك استمعت لكل ما قاله، ونتيجة لذلك سيدرك طفلك أنه لا يحظى بحبك فقط، بل وباهتمامك أيضًا
الفكرة من كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
هل تُعاني صعوبة عند ضبط سلُوك أطفالك؟ وهل تصرخ على أطفالك بشكل دائم، ثمّ تجد نفسك تتساءل كيف كان من الممكن أن أتصرَّف على نحوٍ أفضل وأتفادى ذلك الصُّراخ؟ وهل تريد أن تصبح والدًا أكثر كفاءة؟ وهل تريد منع سلُوك أطفالك السيئ من دون تدمير عَلاقتك مع الأطفال؟
كلُّ هذا سنعرفه داخل طيّات كتابنا، فهو يقدّم إرشادات للتَّعامل مع طفلك خلال نَوبات غضبه، للتَّقليل من الدِّراما الحادثة وقتها من بكاءٍ وغضبٍ وصراخٍ، فمن خلال معرفتك للرَّابط بين التَّطوُّر العصبي لطفلك وبينك، وأنَّه يتأثر بطريقة تعاملك معه، ستتمكن من تحديد فلسفتك الخاصة في التربية، ومِن ثَمَّ الوُصُول إلى الفَهم وإعادة التَّوجيه نحو الصَّواب، كما ستعرف استراتيجيَّات ووسائل فعَّالة للتَّواصل مع طفلك بطرائق هادئة ومحَّببة، ومِن ثَمَّ ستكون حياتك كأبٍ أو أمٍّ أكثر سهولة، وتربيتك لأطفالك أكثر فاعلية، فتعالَ معي نحقّق ذلك.
مؤلف كتاب تربية خالية من الدراما.. النهج السليم لتهدئة الفوضى ومساعدة نمو عقلية الطفل
دانيال جيه سيجل: طبيب علم نفس ومؤلف، تخرج في كلية الطب بجامعة هارفارد، ويعمل حاليًّا أستاذًا لطب علم النفس في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، بالإضافة إلى كونه مؤسسًا ومشاركًا في مركز الحفاظ على الصحة في “لوس أنجلوس بكاليفورنيا”، وتعدّ كتبه من أكثر الكتب مبيعًا، ومن أبرزها:
المخ الإيجابي.
طفل المخ الكامل.
عصف الذهن للمراهقين.
كل كبيرة وصغيرة عن تربية الأطفال.
تينا باين برايسون : طبيبة أطفال، وطبيبة نفسية للمراهقين، حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة “كاليفورنيا الغربية” وتتركز أبحاثها على البيولوجيا العصبية الشخصية ونظريات تربية الأبناء، وهي المديرة التنفيذية لمركز الصحة في “باسادينا”، وشاركت الدكتور “دانيال جي سيجيل” في كتب عدة منها: “طفل المخ الكامل”، و”المخ الإيجابي” و”قوة الحضور”.