التواصل الفعَّال
التواصل الفعَّال
يقع الآباء والأبناء في سن المراهقة في مشكلات عديدة نتيجة لعملية التنشئة في الصغر، فكثيرٌ من الآباء يربون أبناءهم بالطريقة نفسها التي تربوا بها دون مراعاة وملاحظة لفروق الزمان والشخصيات والاحتياجات، لذا كان من المهم أن يتلقَّى الشباب والشابات قبل الزواج دورات تربوية تعينهم على فهم هذه العملية على نحو واضح صحيح، ويمكن أن نحصر مشكلات الآباء والمراهقين في ضعف تواصل الآباء وسرعة ردود أفعالهم تجاه أبنائهم، وربما عدم اتفاق الأبوين على طريقة تربية أبنائهما وعدم ملاحظة التغيرات الطارئة على الأبناء في فترة المراهقة، كل ذلك مما يزيد الفجوة بين الجيلين.
إن التواصل بين الآباء وأبنائهم من أهم العوامل التي تؤثِّر في نجاح العلاقة بينهم وتحمي من الوقوع في المشكلات، وقد أفرد الكاتب خمسة مبادئ عامة للتواصل مع المراهقين فيبدؤها بمشاركتهم نشاطاتهم وألعابهم ومحادثتهم بما يحبُّونه، والمبدأ الثاني هو الحب غير المشروط والمُعلن والمُعبر عنه بالقول والفعل، ثم المبدأ الثالث وهو الإصغاء والإنصات لحديثهم إنصات المهتم الواعي المنتبه إلى أدقِّ التفاصيل كتعابير وجوههم مثلًا، أما المبدأ الرابع فهو التعاطف معهم وإعطاؤهم الثقة في الحديث والتعبير عن أنفسهم وآخر هذه المبادئ هو الأمل في التغيير وفي تصحيح أخطائهم وفي تحسُّن الظروف والتوبة.
بالطبع لن يكون التواصل مع الأبناء ناجحًا وفعالًا طيلة الوقت، وإنما سيكون في غالب الأحيان بين شدٍّ وجذب، فإذا شدَّ المراهق لان الوالدان وإذا لان المراهق شدَّا قليلًا وهكذا، وأفرد المؤلف أدوارًا للآباء والأمهات متفاوتة، فهناك من يؤدِّي دور المؤدِّي المنفق المُنجب فقط، ومنهم من يؤدِّي دور المبلِّغ الُمنفِق والناصِح، ومنهم من يؤدي دور الداعية المنفق والناصح لكن نصحه مغلف بشيء من العواطف والإيجابية، والدور الأخير هو دور المربي المنفق والناصح لكن نصحه يأتي حين يكون أبناؤه في قمة السعادة.
الفكرة من كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
“على الرغم مما تشكِّله مرحلة الطفولة من أرضية للتكوين العقلي والمعرفي، فإن النشاط الجسمي والهرموني لدى المراهق ، يجعله يتخطَّى مرحلة الطفولة إلى مرحلة تقرِّبه من الرجولة والاستقلالية، ويصاحب ذلك ،قدر كبير من نمو الخيال ونضج القوى العقلية، مما يمنحه أبعادًا أكبر ،في فهم حقائق الحياة ومدركاتها…”.
يجمع الكاتب في هذا الكتاب، أغلب ما يتعلق بالمراهق منذ صغره وحتى بلوغه، وما يجب أن يتلقَّاه ويحظى به من رعاية وعناية فائقة، وأبرز المشكلات التي يتعرَّض لها وأسبابها وطرق العلاج والوقاية منها، وأهمية التواصل والحوار البنَّاء بين الوالدين والأبناء المراهقين، والخطوط العامة التي إن تم تفعيلها بصورة صحيحة في الأسرة فسيكون الآباء والمراهقون سعداء وراضين بتلك المرحلة.
مؤلف كتاب كيف نتعامل مع مراهقة أبنائنا؟
محمد نبيل كاظم: كاتب سوري الجنسية، حصل على الماجستير في الدراسات الإسلامية من جامعة البنجاب عام 1984م، كما أنه حصل على دبلوم برمجة لغوية عصبية عام 2004م، وقد ألقى ما يقرب من سبعين دورة تدريبية تربوية.
له العديد من المؤلفات في النجاح الذاتي والأسري، ومن أهم مؤلفاته: “كيف تحدِّد أهدافك على طريق نجاحك”، و”كيف نتحرَّر من نار الغضب”، و”كيف تغيِّر نفسك بنجاح”، و”كيف تتحرَّر من إدمان الذنوب والمعاصي” و”كيف نؤدب أبناءنا بغير ضرب؟”.