التهيئة لمشكلات الحياة
التهيئة لمشكلات الحياة
تبدأ التهيئة للتعامل مع مشكلات الحياة من مرحلة الطفولة، يمكن البدء بإعداد الطفل لمواجهة مشكلة العمل عن طريق سؤاله عن الوظيفة التي يرغب في امتهانها في المستقبل، ومن اختياره لنوع الوظيفة يمكن معرفة ما يراه الطفل ذا قيمة بالحياة، ويمكن اكتشاف اهتمامات الطفل عن طريق ملاحظة الألعاب التي يستمتع بها، وتحليل الذكريات الأولى، إذ تعد الذكرى الأولى أول ملاحظة يسردها الفرد للظواهر من حوله، ولا يهم إن كانت هذه الذكرى أولى الذكريات فعلًا أو كانت حقيقية أم لا، يكفي أن يعدها المرء أولى ذكرياته، وبعد تحديد اهتمامات الطفل يمكن لتدريس المواد الأكاديمية والتدريب العملي المساهمة في تطوير مستقبل الطفل الوظيفي.
إن العائلة هي الوحدة المجتمعية التي يتكون فيها اهتمام الفرد بالآخرين، إذ تمثل الأم للطفل أول علاقة له بفرد آخر من البشر، وتكون أول ما يهتم به خارج ذاته، فتعد بذلك رابطه بالحياة الاجتماعية، وبعد توثيق علاقتها بالطفل عليها أن توسع اهتماماته حتى تشمل الأب، وعلى الأب أن يكون اجتماعيًّا قادرًا على تكوين الصداقات، ليجعل عائلته جزءًا من المجتمع الأكبر، وبذلك يتعلم الأطفال أن هناك من يستحق الثقة خارج حدود الأسرة.
والمدرسة هي امتداد للأسرة في هذه العملية، وعندما يكون الفصل الدراسي كله كيانًا واحدًا متعاونًا تنجح بذلك المدرسة في تخريج أطفال يستطيعون التعاون معًا من أجل الصالح العام وليس من أجل كسب معيشتهم فقط.
يمكن الاستعداد للزواج عن طريق حل المشكلتين الأخريين، لأن الصداقة بمنزلة تدريب على الزواج الذي سيأتي في ما بعد، ويجب على أحد الزوجين أو كليهما أن يعمل حتى يتمكنا من إعالة العائلة. الزواج الجيد هو الوسيلة اللازمة لرعاية الأجيال القادمة من البشر، ويهتم فيه كل طرف بالآخر أكثر من اهتمامه بنفسه، ويعملان على تحقيق الإشباع الكامل لكل جوانب شخصيتيهما.
وسواء استعد الفرد لمواجهة المشكلات أم لم يستعد، فإن ردود أفعاله تجاهها تعكس تعريفه الشخصي لمعنى الحياة، فمن أين يأتي الفرد بتعريفه لمعنى الحياة؟
الفكرة من كتاب معنى الحياة
إن الإنسان في رحلة لا تنتهي للبحث عن معنًى لحياته، ويقضي التاريخ بأن جميع البشر عرضة للانشغال في هذه الإشكالية، وربما أن بعض الأشخاص لديهم قابلية أعلى للانغماس في هذا الأمر أكثر من البقية، فقد تغنّى الفلاسفة بالسؤال عن معنى الحياة على مر العصور، ولم يجد أي شخص إجابة شاملة تستطيع أن تحدد قيمة مطلقة وثابتة لما يمكن أن تعنيه الحياة، ومن المحتمل أن يواجه الفرد هذه الأزمة في أي لحظة ممكنة، وسواء خضت رحلتك في البحث عن المعنى في الصغر، أو حين المرض والمصائب، أو مع سماع قصيدة مدهشة، أو بسبب مُلخص لكتاب على تطبيق بهاتفك، فيجب أن تعلم أن الإجابة التي ستضعها لهذا السؤال سوف تحدد حياتك بأكملها!
مؤلف كتاب معنى الحياة
ألفريد أدلر: طبيب نفسي نمساوي، بدأ حياته المهنية تلميذًا لسيجموند فرويد، وبعد ذلك أسَّس مدرسته العلاجية الخاصة المعروفة باسم “علم النفس الفردي”.
من أعماله:
الحياة النفسية: تحليل علمي لشخصية الفرد.
الطبيعة البشرية.
معلومات عن المترجم:
عادل نجيب بشري: مترجم مصري شارك في أعمال “المشروع القومي للترجمة” التي صدر منها هذا الكتاب، له ترجمات عدة، منها:
“الطبيعة البشرية”، لألفريد أدلر.
“مدينة الله”، لسانت أوجسطين.
“شال الصلاة”، لنيك كارتر.