التنفُّس يرمز إلى الحياة
التنفُّس يرمز إلى الحياة
في بداية ممارسة التأمل يكون التنفس هو الخطوة الفعالة والبسيطة للتركيز على اللحظة الحاضرة، وللتنفس أهمية كبيرة في التأمل لأن التركيز على هدف متحرك يساعد على تركيز الانتباه دون تشتُّته أثناء التأمل، ولأن التنفس يمكن التحكم فيه نسبيًّا بزيادة أو خفض سرعته، على العكس من العمليات اللاإرادية الأخرى في الجسم، كما أن للتنفس تأثيرًا في المشاعر وتهدئتها.
التنفس يعطينا دروسًا منها أننا ندرك أن التنفس ضروري للحياة ومع ذلك لا نكون واعين به، وينطبق ذلك على أشياء أخرى مهمة لنا في الحياة لا ننتبه لها، ونتعلم قبول فكرة أن وجودنا يعتمد على العديد من الأشياء ويتقيَّد بها، ويذكرنا دخول النَّفَس وخروجه بأننا متصلون بالعالم ولسنا منفصلين عنه، ولأن التنفس عملية إرادية ولا إرادية فإنه يعطينا درسًا في التواضع بأن ندرك أننا لا نستطيع السيطرة على كل شيء ولكن يمكننا المساهمة المؤثرة حتى لو لم نتمكن من السيطرة الكاملة.
يمكننا الحصول على الكثير من الفوائد بمراقبة التنفُّس والأحاسيس التي ترتبط به في أجسادنا دون محاولة تغييره أو انتظار نتيجة منه، وأن نفعل ذلك في لحظات السعادة ولحظات الألم، وسيؤدي ذلك إلى وضوح الأفكار وتغيير نظرتنا إلى الواقع، وزيادة القدرة على مواجهة الحياة.
الفكرة من كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
نستيقظ يوميًّا لنؤدي أنشطة الحياة بشكل روتيني وآلي، دون وعيٍ منا، وننشغل أثناء ذلك بمواقف حصلت في الماضي، أو التفكير بما سيحدث في المستقبل، ونهرب من أفكارنا ونرفض مشاعرنا، لتكون النتيجة هي زيادة المعاناة، وعدم عيش الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، ويقدم الكاتب الحل في ممارسة التأمل بالوعي الكامل، ويعطينا دروسًا ومبادئ ليصبح الوجود في اللحظة الحاضرة أسلوبًا للحياة.
مؤلف كتاب تأمل يومًا بعد يوم: ٢٥ درسًا للعيش بوعي كامل
كريستوف أندريه: طبيب ومعالج نفسي فرنسي، يعدُّ التأمل ضمن أكثر اهتماماته، ومارسه لسنوات عديدة وتعلمه ثم قام بتعليمه، حيث يقوم بإدارة جلسات التأمل في مستشفى سانت آن في باريس، وتتم استضافته باستمرار في قناة “فرنسا” الثقافية وشارك في العديد من اللقاءات، ولامس المشاهدين وحقَّق شهرةً وقبولًا لديهم، كما حقَّقت كتبه أكثر المبيعات، ومنها: “الحياة الباطنة”، و”الخجل”، و”العيش سعيدًا”، و”وقت التأمل”.
معلومات عن المترجم:
سامح عبد الكريم صالح: طبيب نفسي سوري، درس في باريس العلاج المعرفي السلوكي، ولديه عضوية في جمعية العلاج المعرفي السلوكي في فرنسا، ويدرس حاليًّا العلاج المعرفي بالتأمل بالوعي الكامل.