التنفس العميق من أجل صحة أفضل
التنفس العميق من أجل صحة أفضل
إن طريقة تنفسنا تحدد حالتنا الصحية إلى حد بعيد، إذ يمكن تفادي عديد من الأمراض عند التنفس بطريقة صحيحة، فعند أخذ أنفاس عميقة هادئة يتم تدليك الحِجَاب الحَاجِز الذي يتوضَّع بين الصَّدر والمَعِدة، مما يؤدي إلى تدفق الدم وإفراز هرمونات تُحسن المزاج وتُسكن الألم في أثناء المرض أو الحَمْل والولادة، (كالسِّيرُوتُونِين Serotonin، والدُّوبَامين Dopamine، والإنْدرُوفِين Endorphins)، ويقل إفراز هرمونات التوتر والإجهاد، (كالكُورْتِيزُول Cortisol، والأدْرِينَالِين Adrenaline)، بالإضافة إلى تحسُّن الهضم، واسترخاء العضلات، وتشافي الأمراض الجسدية والنفسية.
كما أنه عند تدليك الحِجَاب الحَاجِز يقل الجهد المبذول في أثناء الشَّهيق والزَّفير، وذلك يُحسن من جودة التنفس ويَقِي أو يُخَفف من حدة أمراض الجهاز التنفسي، (كالانسداد الرئوي المُزمن، واحتقان الجيوب الأنفية، والرَّبْو، وانتفاخ الرئة، والتهاب الشُّعَب الهوائية، والسُّل، والاختناق في أثناء النوم، وسرطان الرئة)، وغيرها من الأمراض الخطيرة الناتجة غالبًا عن ملوثات الهواء من تدخين وغبار وغازات وخلافه، ما قد يؤدي إلى الوفاة.
يُعتبر التنفس العميق حَجَر الزاوية في كل جهد، إذ يُساعد على إمداد العضلات بالأُكْسُجِين اللازم لتقويتها، وذلك ما يحتاج إليه أي رياضي في أثناء الجري لمسافات طويلة أو السباحة أو حَمْل الأثقال أو غيرها، لذا ففي أثناء ممارسة الرياضة حافظ قدر الإمكان على التنفس بعمق وبطْء.
ولتنفس أكثر فاعلية يُفضل تنظيف الأنف من أي مواد عالقة به باستخدام محلول ملحي، مما يُساعد على تقليل المُخَاط في الممرات الأنفية والتخلُّص من الميكروبات وحماية الجهاز التنفسي من نزلات البَرد، وغيرها من الأمراض الصدرية.
الفكرة من كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
يُقال إن “العَقْل السَّليم في الجِسْم السَّليم”، هذه حقيقة شائعة، إذ أثبتت عديد من الدراسات أن هناك مجموعة من العوامل تؤثر في كل من العقل والجسد على التوالي، يأتي في مقدمة تلك العوامل “التَّنَفُّس الفَعَّال”، الذي يدخل في العمليات الحيوية كافة داخل الجسم، كما أنه عامل أساسي في كل المُمَارسات الصحية، كالرياضة والتَأمُّل وغيرهما. ونتيجة لعصرنا الحالي سريع التغيير، حيث الضغط النفسي المترامي في جميع الجهات، يجب علينا التقاط أنفاسنا، واتباع عادات صحية تسمح لنا بمواجهة التحديات اليومية، والشعور بالاسترخاء وسُكُون الجسد، الذي يترتب عليه هدوء العقل، مع صحة أفضل ووعي أعلى.
مؤلف كتاب تيولوجيا التنفس: فن التنفس الواعي.
ستيغ آفال سفرنسن: غَطّاس حر وبطل العالم لأربع مرات، حائز على عدة أرقام قياسية في موسوعة جينيس، وحاصل على الماجستير في علم الأحياء، وعلى الدكتوراه في الطب، كما قدم مجموعة من الدورات والمحاضرات عن التنفس وتقنياته لاقت نجاحًا كبيرًا حول العالم.
معلومات عن المترجم:
نورة عبد الله الشُّهَيْل: مستشارة ومدربة في مجال تطوير مفهوم الشفاء الذاتي، والمسؤولية الفكرية في منطقة الشرق الأوسط.
كارولين شكر.