التنظيم الأسري في الإسلام
التنظيم الأسري في الإسلام
كانت أكثر هجمات الغرب على الإسلام في تعدُّد الزوجات، فمسألة التعدُّد تأتي لعدة أسباب، منها: قد يحدث طلاق فيجد الإنسان تعويضًا وفرصة أخرى للزواج أو يحدث وفاة لأحد الطرفين، وإذا حدث تعدُّد للزوجات في وجود زوجة أولى، فقد تكون عقيمًا أو مريضة فيسَّر الإسلام أمر تعدُّد الزوجات، وشرعه بشروط لذلك وقواعد عادلة للمعاملة بينهن ماديًّا وعاطفيًّا، وإذا لم يستطع فلا يتزوَّج غير واحدة، فالإسلام يعطي الحرية لكنه يحدِّدها بقواعد عادلة.
كما أن فيها صيانة للمجتمع من تفشِّي البغاء والفواحش بينهم فيما بعد الطلاق وحفاظ على إعالة الأرامل من النساء وأطفالها، وهو أمر مهم لبقاء النسل والزواج، ويحفظ من الخيانات الزوجية، فقد ثبتت الإحصائيات في بعض البلدان التي تمنع الزواج الثاني ارتفاع معدل الخيانات الزوجية وانتشار قضايا الزنا، كما أن الإسلام شرع للمرأة إن لم تقبل زوجة ثانية معها حرية الطلاق ولها كامل الحقوق والرعاية هي وأطفالها من زوجها، فالزواج عقد وإن لم يستوفِ الشروط أو العلاقة التي بُني على أساسها أُبِيْحَ الطلاق.
ويشير المؤلف إلى قول الكاتب الفرنسي مارسيل بوازار فيما يتعلق بهذا الأمر: “إن القانون في الإسلام يصبو إلى التشريع بطريقة واقعية وغير مثالية آخذًا بعين الاعتبار طبيعة الإنسان الحقيقية، والإسلام يفرض الحشمة وهي لا تتحقَّق على صعيد الجنس إلا في الزواج”، ويقول المستشرق الفرنسي جاك ريسلر: “إن تعدد الزوجات بتقييده الانزلاق مع الشهوات الجامحة، قد حقق بهذا التشريع الإسلامي تماسك الأسرة، وفيه ما يسوغ عقوبة الزوج الزاني”.
ولأن هناك جماعات أخرى حرمت تعدُّد الزوجات والطلاق، وإذا حدث الطلاق فلا زواج بعده، مما زاد من العلاقات غير الشرعية الكثيرة والفضائح الجنسية حتى لكبار هذه الجماعات، ولأن هذه القوانين وضعية فهي لا تناسب ولا تحترم إنسانية الإنسان ونفسيَّته وفطرته، لكن الإسلام لأنه شرع نصًّا في القرآن من الله (عز وجل) وهو أعظم وأعلم بخلقه وجاء بالسنة النبوية، مراعيًا لكل فطرة وُجِدَت كان الاحتكام للشرع أحفظ للبشر.
الفكرة من كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
جاء الإسلام وكرم المرأة وذكر حقوقها وواجباتها مفصَّلة، ولم يسبق ذكر ذلك بهذا الشكل المُفصَّل في أي كتاب سماوي ليُخرجها من ظُلم الاستعباد والوأد والاحتقار ورفعتها من إحاطتها بمنظور جسدي فقط لمنظور أكثر تقديرًا وإنساني عظيم مُحررًا إياها من قيود الذل والظُّلم، لكن في العقود الأخيرة ركَّزت الأفكار الغربية على تحرير المرأة من حقوقها والتحقير من شأنها في بيتها وانتقاد البيوت المسلمة، لتأخذ إطارًا من منظورهم الغربي متحرِّرًا وما هو إلا متفكِّك من القيود الشرعية الإنسانية.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور عماد الدين خليل افتراءات بعض الغربيين بشأن اضطهاد المرأة في المجتمع الإسلامي، والأثر الغربي في سلخ المرأة المسلمة عن تعليم دينها، والازدواجية التي يتعامل بها الغرب مع مسألة الحريات، وكيف أن الغرب -مدعي الديمقراطية- هاجم بشدة حجاب المرأة المسلمة في الغرب، ويتطرق الكاتب بعد ذلك إلى مكانة المرأة في الإسلام بوصفها كائنًا متفردًا في صفاته وامتيازاته، مدللا بشهادات غربية لمسلمين ومستشرقين.
مؤلف كتاب المرأة والأسرة المسلمة من منظور غربي
عماد الدين خليل عمر: مؤرخ ومفكر عراقي، حصل على إجازة الآداب، من جامعة بغداد، ثم على الماجستير في التاريخ الإسلامي، ودرجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي.
أبرز مؤلفاته: “التاريخ ومناهجه وفلسفته”، و”ملامح الانقلاب الإسلامي في خلافة عمر بن عبد العزيز التفسير الإسلامي للتاريخ”، و”في التاريخ الإسلامي: فصول في المنهج والتحليل المكتب الإسلامي”.