التنشئة السياسية للشباب

كل المشكلات التي تناولناها وحتى غيرها من الأمراض المجتمعية لن تحل بمفردها، أو حتى بجهود مؤسسات الدولة فقط، ولكن الأفراد هم الوقود الحقيقي لأي عملية تغيير أو إصلاح، ولن يمارسوا ذلك الدور إلا بوعي، ولن يتكون الوعي إلا بتنشئة وتربية سياسية سليمة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فما التنشئة السياسية؟ هي عملية اكتساب ثقافة سياسية، تمكن الفرد من وعي وإدراك ما حوله من ظواهر وأفكار والتفاعل معها، مكتسبًا القيمة والمعرفة والهوية الوطنية، فمثلًا يكون له دور إيجابي في عملية صنع القرار السياسي، عبر المشاركة في التفاعلات السياسية المختلفة والتصويت للمرشحين في أي مؤسسة، أو حتى التقدم للترشح، أو الانضمام إلى أحزاب وأنشطة لمناقشة الأحداث السياسية.

من أهداف عملية التنشئة السياسية تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن لدى أفراده والاعتزاز به والدفاع عنه، بالإضافة إلى التحرر من التعصب والتمييز بين أفراده، فكلهم متساوون أمام المواطنة والقانون بغض النظر عن لونهم وجنسهم، وأيضًا تربيتهم على الممارسات الديمقراطية منذ الصغر، ليكونوا واعين بقدر تلك المسؤولية، حتى يستحقوا الحرية.

لا يتساوى الوعي السياسي لدى الجميع، فهو يختلف بحسب درجة تعليمهم، فكلما ارتفع مستوى جودة التعليم ارتفعت معه المشاركة والوعي السياسي والعكس بالعكس، أيضًا تؤثر مهنة الفرد ودخله في مقدار اهتمامه السياسي، فإذا كان يعمل بمهنة صعبة ومرهقة فإنه لن يجد الوقت الكافي للتفكير والاهتمام بالأحداث العامة، التي عادة ما يميل الذكور عن الإناث للاهتمام بها

وتقع مسؤولية بناء وعي سياسي على الدولة والمدرسة والإعلام، بالإضافة إلى المؤسسات الدينية والمجتمع المدني.

تعاني المجتمعات اليوم من مشكلات اجتماعية عديدة تعرقل من عملية نموها، وتنتشر في مستويات مختلفة كالسرطان لتنال من جميع أفرادها، ومن أكثر المشكلات خطورة ظاهرة البطالة، لما لها من انعكاسات مدمرة، حتى إنها تغذي أمراضًا أخرى مثل غياب الوعي السياسي السليم، وانتشار الإساءات والعنف ضد الأطفال.

سنقوم بتشريح تلك الأمراض، لنعلم ما أسباب البطالة والعوامل المؤثرة فيها، وما دور مؤسسات الدولة في التعامل معها، بالإضافة إلى معرفة كيف أن التنشئة السياسية السليمة لأفراد المجتمع تشبع قيم الحرية والانتماء، وأخيرًا نقف أمام العنف لنعرف صوره وأسبابه، ونتناول الإساءات الموجهة ضد الأطفال وآثارها فيهم، وما هو دورنا تجاههم.

طارق عبدالرؤوف عامر، دكتور وكاتب مصري له مؤلفات عدة في مجالات التربية وعلم الاجتماع، من أهمها: “احتياجات المجتمع وتحديات المستقبل”، “دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في ضوء التوجهات العالمية المعاصرة”.