التنشئة الاجتماعية
التنشئة الاجتماعية
التنشئة الاجتماعية تُعرَّف بأنها توجيه الأبناء إلى تعلُّم لغتهم الأم، وعاداتهم وتقاليدهم، وأعراف مجتمعهم، وتربيتهم على أهداف وأفكار مشتركة، وقد نظر بعض المفكرين إلى التنشئة الاجتماعية بتحديد أكثر مثل ابن خلدون الذي ركَّز على تعلم الطفل منذ صغره القرآن الكريم، وألا يُعامَل الطفل بالقسوة حتى لا ينشأ على المكر والخُبث، وانقسمت التنشئة الاجتماعية بين المقصودة واللامقصودة، فالمقصودة هي التي تتم في الأسرة والمدرسة ودور العبادة، لكنها تبرز أكثر في المدرسة، أما اللامقصودة فتتم بشكل واضح أكثر ودون إفصاح عن توجيهاتها في مؤسسات الإعلام الحكومية وغير الحكومية.
وتنقسم مراحل التنشئة إلى ثلاث مراحل هي: مرحلة الاستجابة الحسية؛ وتكون منذ ولادة الطفل، ومرحلة الممارسة الفعلية؛ وتكون بعد التعامل مع العائلة ومعرفة عاداتهم وتقاليدهم، ومرحلة الاندماج؛ وهي مرحلة الانطلاق في التعامل مع المجتمع الأكبر مثل المدرسة ثم الأصحاب ثم العمل، وتقوم عملية التنشئة على محورين وأسلوبين، المحوران أولهما: أن عملية التنشئة وسيلة لتطوير شخصية الطفل لكي يواجه المجتمع، والثاني هو تحويل الكائن الحي إلى كائن اجتماعي، وذلك لأن عملية التنشئة هي تربية وتعلم وتفاعل، أما الأسلوبان فأولهما: الإعداد والتدريب للطفل بما يتدرَّج مع مراحل النمو تبعًا للاستعداد النفسي والجسدي والعقلي، والثاني يأتي عن طريق التقليد والمحاكاة لقدوة حسنة لها تصرفات سلوكية جيدة.
لكن ما أهداف التنشئة الاجتماعية؟ تتضمَّن هذه الأهداف: إكساب الفرد شخصية ذات سلوك وتعامل مجتمعي مناسب، وتعليم الفرد المهارات اللازمة والنظم الأساسية لتحقيق أهدافه، وإكسابه مبادئ واتجاهات المجتمع حتى يقوم بواجباته، وتهذيب غرائزه وإلمامه بمعلومات عن الحياة والمجتمع، وإكسابه القيم الاجتماعية الإيجابية مثل الحرية والتعاون، وضبط سلوكه وأساليب إشباع الحاجات عنده بما يناسب المجتمع مثل إكسابه اللغة، لأن المجتمع عبارة عن روابط وعلاقات اجتماعية، تنشأ عن طريق التواصل بين الآخرين، والذي يُعزِّز هذا التواصل هو المهارات الشخصية، وتتضمَّن مهارة الإقناع، والاستماع الفعَّال، والتفويض، والقيادة، ومن خلال مهارات التواصل ينشأ ما يُسمَّى بالمجتمع، ويتضمَّن التقاليد والأعراف، ولغة مشتركة عامة بينهم، لذا كانت التنشئة الاجتماعية انعكاسًا تربويًّا لثقافة المجتمع ذاته.
الفكرة من كتاب مهارات التواصل الاجتماعي (أسس، مفاهيم وقيم)
تخيَّل أنك استيقظت يومًا فوجدت نفسك في غابة وحيدًا، لا يوجد سوى حيوانات من حولك، وأنت تريد سؤالهم أسئلة كثيرة مثل: ماذا أفعل هنا؟ هل يوجد غيري هنا؟ وهكذا، وإن لم يجيبوك ستُصاب بالإحباط أو الجنون؛ فلا توجد لغة تواصل مشتركة بينكم، هذا ما يحدث لكثيرٍ من البشر حولنا؛ لا يعرفون كيف يتواصلون مع غيرهم، بفارق وجود لغة مشتركة بيننا وبينهم، لكن التواصل الفعال غير مؤهل لديهم، ويعد التواصل الفعال بين البشر إحدى المهارات الشخصية المُكتسبة منذ الصغر، والتي يجب تطويرها وبناؤها تربويًّا بشكل نموذجي من خلال الأسرة والمدرسة، ويعرض لنا الكاتب في فصول متنوعة مهارات التواصل الاجتماعي، وأسباب اضطرابها عند البعض، وأثر التنشئة الاجتماعية في الفرد.
مؤلف كتاب مهارات التواصل الاجتماعي (أسس، مفاهيم وقيم)
صالح العلي: أستاذ الاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية في كلية الشريعة بجامعة دمشق سابقًا، وكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت حاليًّا، وحاصل على درجة الأستاذية من الجهتين، له تقريبًا 39 بحثًا علميًّا محكمًا في مجالات الفقه الإسلامي والاقتصاد الإسلامي والمؤسسات المالية الإسلامية، ومشرف ومناقش لأكثر من 300 رسالة علمية، ومحكِّم لأكثر من 250 بحثًا في مجلات علمية محكمة محلية ودولية.
وله عدة مؤلفات منها: “طرائق تدريس التربية الإسلامية”، و”المؤسَّسات المالية الإسلامية”، و”أصول التدريس في الفكر التربوي الإسلامي- دراسة تأصيلية تحليلية”.