التمريض وتعلم الأخطاء
التمريض وتعلم الأخطاء
كان يزداد حب غاندي للتمريض يومًا بعد يوم، لدرجة تقصيره عن عمله، وكان يلزم أهل بيته بالقيام بهذه المهمة بين وقت وآخر، ومثل هذه الخدمة لا تقدم في غير رضا ومتعة، فحين تقدم في غير رضا فإنها تعوق الإنسان وتسحق روحه، ولا يستفيد منها الخادم والمخدوم، فالممرضة التي لا تستطيع الابتسامة وتتأفَّف بعملها هي أسوأ على المريض من المرض نفسه.
ومن الخطأ الأخذ في الاعتبار أفعال الماضي وتقييمها، لكن من المفيد دراسة هذه الأحداث، والتعلم منها درسًا على قدر الإمكان، وأن الحكم على الشخص من تصرفه الخارجي ليس أكثر من استنتاج يمتلكه الشك باعتبار أنه غير مبني على وقائع كافية، فيجب ترك الخلق للخالق، فأي شخص تحكمت وأحاطت به الكثير من العوامل غير المعروفة ودفعته إلى القيام بهذا الفعل، ومن المهم التفرقة بين الحكم على العمل وعلى الشخص نفسه، حيث فرَّق الحبيب بين شرب الخمر كعمل والرجل نفسه، فرأى أن فيه خيرًا ولكنه ابتُلي بالخمر، كما يجب الأخذ في الاعتبار قصور البشر، فالله يعلم من المرضي ومن المغضوب عليه، فقد يكون للمتدين ذنوب كثيرة مخفية تغضب الله، وقد يكون للعاصي حسنة خفية ترضي الله.
الفكرة من كتاب رحلتي مع غاندي
كل إنسان منَّا لديه عيوب، ولكن الفارق بين شخص وآخر هو الحرص على تقليص هذه العيوب في أثناء رحلة الدنيا، مع اليقين بأن الكمال لله، وأن الهدف ليس الوصول إلى الكمال، بل الهدف هو السعي المستمر للوصول إلى أقرب درجة منه.
فالجميع في النهاية لديهم نفس الهموم والضعف البشري، ومن هؤلاء البشر كان غاندي؛ رجل قضى عمره في البحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إلى السلام الداخلي، ومقاربة مبادئه وأهدافه بتعاليم رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون، واتبعها غاندي ولم يكن مسلمًا.
يتضمن الكتاب خواطر من جوانب حياة غاندي الإنسان وليس السياسي، ورحلته في البحث عن الحقيقة وتقويم نفسه ومعالجة ضعفه الإنساني.
مؤلف كتاب رحلتي مع غاندي
أحمد مازن الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كالسلسلة التليفزيونية “خواطر”، وهو منتج تليفزيوني، وكان ممن شاركوا في الدفاع عن النبي محمد ﷺ بنشره فيديو على الإنترنت باللغة الإنجليزية ردًّا على الفيلم المسيء إليه، ولديه العديد من الكتب منها: يلا شباب، ورحلة مع حمزة يوسف، وولو كان بيننا.