التلصُّص والأمن السيبراني
التلصُّص والأمن السيبراني
هناك نوع آخر من الشذوذ راج مع التكنولوجيا، وهو سُعار “التلصص على الآخرين” والاعتداء على الحياة الخاصة وحُرمات الأشخاص، والأداة المستخدمة في ذلك هي “الكاميرا”، إذ يضع المتلصص الكاميرات في غرف النوم بالفنادق، وفي الحمامات، وغيرها من الأماكن من أجل مراقبة النساء ومشاهدتهن وهن عاريات، ومع وجود الإنترنت زاد هذا النوع من التلصص على الآخرين، فصُمِّمت العديد من البرامج والتطبيقات الخبيثة التي ما إن تنزل على الهاتف المحمول أو الكمبيوتر، حتى تفتح الكاميرا دون علم المستخدم ثم تصوِّره.
وهذا بالضبط ما حدث مع كمبيوتر إحدى الفتيات في الولايات المتحدة الأمريكية تُدعى “وولف”، إذ ثبَّت أحد المتلصصين وكان يُدعى “غراي” أحد البرامج الخبيثة على الكمبيوتر الخاص بها، والتقط صورًا لها وهي عارية، ثم راسلَها وابتزَّها بهذه الصور، ما دفع “وولف” إلى الاتصال بالشرطة، فاعتُقِل “غراي”، واكتشفت الشرطة أنه استطاع الوصول إلى كاميرات 12 امرأة أخرى، كما استطاع أن يخترق 150 جهاز كمبيوتر، فالكاميرا هي أعظم إنجاز قدمته التكنولوجيا للمتلصصين على الحياة الخاصة، وقد ساعد على ذلك اختفاء هوية المرء وعدم شعوره بالإحراج، وبالتالي فإن نصيحة أخضر لك أيها القارئ هي أن تضع مُلصقًا على عدسة كاميرا الهاتف المحمول أو التابلت أو الكمبيوتر الخاص بك في الوقت الذي لا تستخدمها خلاله، وذلك كنوع من الأمان السيبراني، وتفويت الفرصة على المتلصصين.
الفكرة من كتاب التأثير السِّيبراني.. كيف يغيِّر الإنترنت سلوك البشر؟
تشهد حياة البشر تغيرات كبيرة بفعل تأثير الفضاء السيبراني -الإلكتروني- في السلوك البشري، نعم، إن الحياة الواقعية تتميَّز عن الفضاء السيبراني، لكن هناك كثيرًا من المعايير الجديدة المستحدثة والناشئة في الفضاء السيبراني تهاجر منه إلى حياتنا الواقعية وتؤثر فيها، والعكس صحيح، ما يجعل الحد الفاصل بين الفضاءين يكاد يكون معدومًا، والسيبرانية هي “دراسة تأثير التطور التكنولوجي في السلوك البشري”، فنجد أن شعور المرء بأن هويته مجهولة في الفضاء السيبراني يعزز لديه (عدم التحفظ)، وبالتالي عدم الشعور بالإحراج مما يقول أو يفعل، وبالتالي نحن نعيش مرحلة فريدة جدًّا في تاريخ البشرية، فانتشار الكثير من التقنيات الجديدة يؤدي إلى عمل تشويش على الأفكار، كما يترتب عليه حدوث زلازل في نمط العيش والتفكير، فأدى ذلك إلى تغيير علاقاتنا مع الآخرين، وبما أنك تستخدم هذا الفضاء السيبراني وتقتطع جزءًا من وقتك لتعيش فيه، فعليك أن تعرف بعض الأشياء للتعامل معه، وذلك من خلال فهم طبيعة السلوك البشري، وكيف يتغير سلوكنا على الهواء (أي الفضاء السيبراني).
مؤلف كتاب التأثير السِّيبراني.. كيف يغيِّر الإنترنت سلوك البشر؟
ماري آيكن Mary Aiken: خبيرة عالمية أيرلندية في علم النفس السيبراني الذي يختص بدراسة تأثير التكنولوجيا في السلوك البشري، وهي أستاذة في علم النفس السيبراني الجنائي في جامعة شرق لندن، وأستاذة مساعدة في يونيفيرسيتي كوليدج دبلن بأيرلندا.
كما أنها عضو في مجموعة الإنتربول العالمية لخبراء الجرائم الإلكترونية، ومستشار أكاديمي للمركز الأوروبي للجرائم الإلكترونية التابع لليوروبول، وهي زميلة في الجمعية الملكية للطب، وزميلة عالمية في مركز ويلسون بواشنطن العاصمة، وعضو في جمعية Medico-Legal، وعضو منتسب دولي في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) وزميلة جمعية محترفي تكنولوجيا المعلومات المعتمدين.
لها مجموعة من الكتب، ترجم منها إلى اللغة العربية:
كتاب “التأثير السيبراني.. كيف يؤثر الإنترنت في سلوك البشر؟”.
وباللغة الإنجليزية كتب منها:
Life in Cyberspace.
CyberPsyched.
معلومات عن المترجم:
مصطفى ناصر: مترجم عراقي حاصل على البكالوريوس من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في جامعة البصرة، ونال جائزة الدولة للإبداع العراقي في حقل الترجمة عام 2019، له عدة كتب مترجمة، منها:
ما المعرفة؟
الأثر.. كيف يؤثر القانون في السلوك؟
الهجرة.. كيف تؤثر في عالمنا؟
التأثير السيبراني.. كيف يؤثر الإنترنت في سلوك البشر؟