التكنولوجيا ومفارقات الاتصال
التكنولوجيا ومفارقات الاتصال
إن التكنولوجيا سلاح قوي جدًّا نملكه هذا العصر، لا سيما المديرين في المؤسسات، لكن هل تقودنا التكنولوجيا إلى نتيجة نريدها دائمًا؟
يقول دكتور ريتشارد فارسون إن سهولة الاتصال بين الإدارة العليا وبين سائر أفراد المؤسسة قد قللت من أهمية دور الإدارة المتوسطة، وقضايا أخرى كثيرة لا نستطيع أن نتنبأ بمستقبلها مثل الخصوصية والسرية والانتماء.
فالتقنية قوة جارفة تعيد تشكيل حياتنا كل يوم، وتفهُم هذه القوة والتعايش معها هو أنسب استعداد يتلاحم به المدير مع التقنية فيطبق منها ما يحتاج إليه بحذر، ويبقى متأهبًا لمواجهة آثارها الأخرى المحتملة. وهناك ثلاث مفارقات للاتصالات وهي كالآتي:
المفارقة الأولى: إذا زادت اتصالاتنا قل اتصالنا
إذ إن إفراط بعض المؤسسات في وسائل الاتصال كمًّا ونوعًا من اجتماعات ومكالمات ومؤتمرات وبريد إلكتروني، يؤدي إلى نتيجة عكسية ويلغي الهدف من الاتصال، وهو تواصل الفكر وتبادل الرأي والمشورة.
المفارقة الثانية: الشكل أهم من المضمون
إذ كان المضمون ذا أهمية كبيرة وتم بذل الجهد في إعداده سواء أكان رسالة أم فاكس أم اجتماعًا؛ فإن القالب الذي يقدم فيه هذا المضمون له أهمية كبيرة جدًّا لا تقل عن أهمية المضمون نفسه، لأنه مقدمة معبرة عمَّا فيه، فلا بدَّ من أن يكون الشكل داعيًا إلى الاهتمام والشغف بالمضمون، وإلا فإن ذلك ينقص من قيمة المضمون أو ينقص من اهتمام المرسل إليه.
المفارقة الثالثة: الإصغاء أصعب من التحدث
إن الإصغاء مهم بدرجة أهمية التحدث بل في بعض الأحيان يكون أهم من التحدث، لكن الإصغاء الذي نتحدث عنه هو الإصغاء الإيجابي، والإصغاء يتطلب انفتاحًا وثقة واحترامًا وهذه يندر توفرها باستمرار، فالإصغاء الحقيقي هو نزوع للاهتمام بما يقوله الطرف الآخر، وتكمن أهميته في أنه يقودنا لفهم المتحدث فهمًا صحيحًا وعميقًا، ولكنه يجب ألا يعطل التفكير المستقل والقدرة على المبادرة.
الفكرة من كتاب إدارة المتناقضات
إن القوالب الإدارية الجاهزة لا تعطي أفضل نتيجة دائمًا، وهناك ما هو أبعد من تطبيق هذه الأساليب والطرق وجعل الموظفين فئران تجارب وتجاهل إنسانيتهم وإنسانية المدير.
في هذا الكتاب يتحدث ريتشارد فارسون عن أن هناك الكثير من المتناقضات التي نتعامل معها في كل شيء، عن طريق عرض مجموعة من المتناقضات وكيفية التعامل معها والمرونة، وأن المدير الذكي الفطن هو الذي يتقن التعامل مع هذه المتناقضات في الوقت نفسه.
مؤلف كتاب إدارة المتناقضات
ريتشارد فارسون، دكتور علم نفس أمريكي، وكاتب وباحث في علوم الإدارة.
وُلِدَ في الـ 16 من نوفمبر عام 1926، وتوفي في الـ 13 من يونيو 2017، وكان الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد العلوم السلوكية الغربية، الذي شارك في تأسيسه في عام 1958 مع الفيزيائي بول لويد وعالم النفس الاجتماعي وايمان كرو.
له العديد من المؤلفات والكتب، من أهمها: قوة التصميم، وحقوق الميلاد، وإدارة المتناقضات وغيرها.