التكنولوجيا والحروب
التكنولوجيا والحروب
شهد الجنس البشري تحولًا جذريًّا في أنماط الحياة المعيشية بفعل التطورات المتعاقبة في التاريخ البشري، بدايةً من اكتشاف الإنسان الزراعة التي حققت نوعًا ما من الاستقرار وتأمين الاحتياجات الغذائية، مرورًا بالتطور الحاصل في الصناعة عبر استخدام الآلات البخارية، إلى أن جاءت الكهرباء التي فتحت آفاقًا جديدة من الاكتشافات والاختراعات، أما اليوم فقد وصلنا إلى ما بات يعرف بالثورة الرقمية، والتي تعد أبرز ملامحها اليوم ترتكز حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والطباعة الثلاثية الأبعاد، وصناعة الروبوتات، وتكنولوجيا النانو، وشبكات الاتصال.
لم تكن الحروب، كغيرها من الظواهر البشرية، بمعزل عن تلك التحولات الجذرية، فالحرب التقليدية التي كان يتم تعريفها بأنها نزاع مسلح بين فريقين من دولتين مختلفتين باتت تنحصر اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأصبح الفضاء الرقمي اليوم ساحة المواجهة وحلبة الصراع بين الدول، وعلى ذلك يمكن تعريف الحرب الإلكترونية بأنها عبارة عن عدد من الممارسات والأساليب التي تسعى إلى إلحاق الخلل بالأنظمة والوسائل الإلكترونية الخاصة بالعدو، بالإضافة إلى تحقيق الحماية للذات من الاستطلاع الإلكتروني المعادي ومقاومته.
فهي تشمل أي نزاع دولي يحصل في الفضاء الرقمي، وقد يتخذ هذا النزاع أشكالًا عدة لعل أشهرها القرصنة الإلكترونية (الهاكرز)، أو التخريب الإلكتروني المتعمَّد، وتتضمَّن اختراق أنظمة الحواسيب لتعطيلها، عن طريق تحديد ضعف أو ثغرة ما في الأنظمة ومن ثم استغلالها، وبالإضافة إلى القرصنة تأتي الجرائم الرقمية كالنصب والاحتيال وسرقة البيانات المالية والحسابات البنكية، وكذلك التجسُّس الإلكتروني عن طريق اقتحام المواقع الإلكترونية، ومن ثم سرقة بعض المعلومات أو البيانات، بينما قد يأخذ النزاع الرقمي شكل الإرهاب الإلكتروني عبر الاستهداف المكثَّف بشن العديد من الهجمات الإلكترونية المتزامنة ضد أجهزة حاسوب أو شبكات أو أنظمة آلية تفقدها القدرة على المقاومة، أما الحرب الإلكترونية فهي المستوى الأخطر للنزاعات السيبرانية، حيث تعمد إلى إخضاع الطرف الآخر وسلب إرادته.
الفكرة من كتاب الحرب الإلكترونية
خلال السنوات القليلة الماضية تم استعمال مسمى “الحرب الإلكترونية” للتدليل على أحداث كبيرة وقعت بالفعل، من بينها الهجمات الإلكترونية التي استهدفت بها الصين محرك البحث جوجل، ومهاجمة النظام الذي يتحكم بالبرنامج النووي الإيراني بفيروس “ستكسنت”، والتأثير في مجريات الانتخابات الأمريكية 2016.
وفي هذا الكتاب، ينقلنا الكاتب إلى أرض المعركة مباشرةً، فيبدأ حديثه عن التطور الرهيب الذى حققته التكنولوجيا وأثرها في النزاعات والحروب، ويقرأ واقع الحروب الإلكترونية اليوم وينظر بعيدًا في المستقبل متصورًا مآلها وحجم تطورها، ثم يدلف إلى التطبيقات الإلكترونية المستخدمة في الحرب لا سيما منظومات التخفِّي والخداع الرقمي، وأخيرًا يلقي بعض الظلال على واقع النزاعات الرقمية في المسرح العربي الإسرائيلي.
مؤلف كتاب الحرب الإلكترونية
فيصل محمد عبد الغفار: كاتب ومؤلف مهتم بالقضايا التكنولوجية وتطبيقاتها الحياتية، وقد صدر له بعض الكتب، ومنها:
الربيع العربي.
الحرب الإلكترونية.
شبكات التواصل الاجتماعي.