التكنولوجيا الدوليّة
التكنولوجيا الدوليّة
لقد اعتمد الكاتب في الاستبانة السابقة على عينة من سكان الولايات المُتحدة الأمريكيّة فقط، والآن حان دور إلقاء نظرة دوليّة على حالة الرعاية الصحيّة الرقميّة في عديد من الدول الأوربيّة وإفريقيا. لقد تفوّقت المملكة المُتحدة البريطانيّة ونيوزيلندا على الولايات المُتحدة الأمريكيّة في إدخال التكنولوجيا إلى الرعاية الصحيّة، خصوصًا في ما يتعلّق بالسجلات الصحيّة، بالإضافة إلى أن عديدًا من الدول تضعُ ميزانيّة مُعتبرة في سبيل تطوير شبكات الاتصال بالإنترنت مما يُسهّل على السكان استخدام الخدمات الإلكترونيّة بكفاءة عالية، كما أن عدم تساوي جميع مناطق العالم في توافر شبكة الإنترنت أثر في اللحاق بركب الثورة الرقميّة، مما أثر بالتبعية في الطبّ الرقميّ، وبناءً على استفتاءٍ عامّ لعدة أشخاصٍ من النرويج، والدنمارك، وألمانيا، واليونان، وبولندا، والبُرتغال، ولاتفيا، فإن 44% من المشاركين قد استخدموا الإنترنت في الوصول إلى معلوماتٍ صحيّة.
واعتمد ما يزيد على ثلث المُشاركين على الخدمات الطبيّة الإلكترونيّة في حياتهم الخاصّة، وكان أغلبهم من فئة الشباب والتعليم العالي، وعلى الرغم من هذه النسب المُبشّرة فإذا نظرنا بنظرة أكثر عُمقًا ودقّة وجدنا تفاوتًا كبيرًا بين دول الاتحاد الأوربي كل على حِدَة، إذ تبلغ نسبة الاعتماد على المعلومات الطبيّة في هولندا 44%، ولكنّها بالكاد تبلغ 15% منها في اليونان على سبيل المثال، وتعتمد الإجراءات الطبيّة التقنية في بريطانيا على 95% من الممارسات الطبيّة، على النقيض منها في ألمانيا حيث التطور التكنولوجي البطيء للغاية، إذ صرّح 6% فقط من الألمان بمراسلتهم الأطباء عبر البريد الإلكترونيّ، في ما حجز منهم 2% فقط مواعيد طبيّة عبر الإنترنت،
أما كندا فقد قفزت قفزة نوعيّة في الطبّ الرقميّ، فقد استخدمت التكنولوجيا في الوصول إلى الجماعات المُهمّشة كالإسكيمو، عن طريق توفير خدمة البثّ الفضائي والتطبيب عن بُعد للأهالي بلُغتهم الأمّ، أمّا آسيا فقد تمركزت الصحة الإلكترونيّة في سنغافورة، وهونج كونج، وتايوان، وتُخصص أُستراليا ما يُقارب 130 مليار دولار أسترالي لتطوير السجلات الصحيّة الإلكترونيّة، لكن إفريقيا هي أكثر مناطق العالم بُعدًا عن ثورة تكنولوجيا المعلومات بشكلٍ عام في العالم، وذلك لانتشار الفقر، والأمراض، وضعف الأنظمة الصحيّة، وعديد من الأسباب الأُخرى.
الفكرة من كتاب الطب الرقمي: الرعاية الصحية في عصر الإنترنت
لقد أصبح الإنترنت من الضرورات الحياتيّة في هذا العصر، وقد أثّر في عديد من المجالات الحيويّة في حياة البشر، كالتعليم، والطبّ، والمُعاملات الحكوميّة في عديد من الدول، ويختصّ هذا الكتاب تحديدًا بمناقشة التطوّر الرقمي في الرعاية الطبيّة، التي تخضع بشكلٍ رئيس لعوامل كثيرةٍ ومُتشعّبة، كالسياسة والاقتصادّ، حتى إنّ الأوضاع الاجتماعيّة للدول تتحكم في كفاءة وتطوّر الرعاية الصحيّة، وقد ناقش الكتاب وضع الرعاية الصحيّة وعلاقتها بالتطوّر التكنولوجي في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، ثم انتقل إلى المقارنة بين عديد من الدول الأوربيّة الأخرى وبعض الدول الإفريقيّة.
مؤلف كتاب الطب الرقمي: الرعاية الصحية في عصر الإنترنت
داريل إم. ويست: عالم سياسية أمريكي وُلد في أكتوبر عام 1954م، وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة ميامي في العلوم السياسية عام 1976م، ثم حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه من جامعة إنديانا عام 1978م وعام 1981 م، له عديد من المؤلفات منها:
The Future of Work: Robots, AI, and Automation
Turning Point: Policymaking in the Era of Artificial Intelligence
إدوارد آلان ميلر: كاتب ومؤلف، وهو أستاذ مساعد للخدمات الصحية والسياسات والممارسات في كلية الصحة العامة بجامعة براون، وأستاذ ورئيس قسم علم الشيخوخة وزميل معهد علم الشيخوخة في كلية John W. McCormack للسياسة والدراسات العالمية. ومن مؤلفاته:
Block Granting Medicaid: A Model for 21st Century Health Reform
Federal and State Initiatives to Integrate Acute and Long-term Care: Issues and Profiles
معلومات عن المُترجم:
نائل الحريري: طبيب وكاتب ومُترجم سوريّ، تخرّج في جامعة حلب وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من كُليّة الطبّ، له عديد من الكُتب المُترجمة مثل:
كتاب تونيز: الجماعة والمجتمع المدني.