التكبير والاستعاذة
التكبير والاستعاذة
شارة دخول المرء في الصلاة هي التكبير ينطقها اللسان ليمتلئ القلب تعظيمًا وإجلالًا لله، يعلنها المرء سرًّا أو جهرًا أن الله أكبر من أي شيء أو أي أحد فتتخلَّص النفس من آفاتها من كذب وكبر ورياء واتباع للهوى بالتكبير الصادق، وليحذر المؤمن أن يطلع الله على قلبه فيكون من معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه!
والناس في موقفهم من التكبير فرقتان منهم السابق بالخيرات فيدخل في الصلاة وقلبه ممتلئ بفقه الله أكبر فيفيض على لسانه وتتبعه الجوارح وخطرات النفس، ومنهم المقتصد الذي يبدأ بالتكبير بلسانه ومن ثم يجاهد نفسه وقلبه حتى يصدق لسانه، وقد شرع الله تكرار التكبير في الصلاة ليحدث الشفاء من آفات النفس وكبرها واتباع الهوى.
وخير للعبد أن يتبع تكبيره بدعاء استفتاح تعظيمًا لله وتحية يستجلب بها إقبال الله عليه ورضاه وطلبًا للمغفرة وتجديدًا للتوبة، فإذا شرع المرء في القراءة فليقدم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فليس أشد على الشيطان من هذا المقام، وهو يقظ أن يبوء الإنسان بالخذلان في أشرف مقامات العبودية فيتحفز ليصرف الإنسان عن الصلاة بالكلية، فإن عجز عن ذلك ألقى في القلب الوساوس ليشتغل بها الإنسان عن القيام بحق العبودية، لذا أمر الله بالاستعاذة، أي الاستعانة والاحتماء واللجوء حتى يستطيع أن يفضي إلى معاني القرآن وما فيها من خير وهداية للنفوس والقلوب.
الفكرة من كتاب أول مرة أصلي
الصلاة ليست حركات وسكنات تستغرق بعضًا من الوقت وتنقضي، بل هي حركة تصحيحية يتربى فيها القلب على مراقبة الله وامتثال الوقوف بين يديه وترسيخ معنى المراقبة في النفس، خمس مرات في اليوم والليلة لتغيير مسار الحياة وتغيير الوجهة.
يؤصل هذا الكتاب للتأثير في النفوس وتوريث الخشوع ليكون القارئ ممن صدق فيهم قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “وجعلت قرة عيني في الصلاة”.
مؤلف كتاب أول مرة أصلي
خالد أبو شادي: دكتور صيدلي وداعية إسلامي، ولد عام 1973م بمحافظة الغربية بمصر.
له العديد من الكتب والمحاضرات في الوعظ والإرشاد الديني، من أشهر مؤلفاته:
جرعات الدواء.
صفقات رابحة.
سباق نحو الجنان.
رحلة البحث عن اليقين.