التكامُل
إن الاستراتيجيّات جميعها، مهما بلغت درجة الالتزام بها، لا يمكن أن تحلّ محل العلاج الطّبي العقاقيريّ، إذ أجرى المعهد الوطنيّ للصحة العقلية بالولايات المُتحدة عام 1999م دراسة على أربعِ مجموعات، خضعت الأولى للعلاج الطبي بالعقاقير فقط، وخضعت الثانية للعلاج السلوكي المُكثّف، وخضعت الثالثة للعلاج السلوكيّ والعقاقيريّ، وخضعت الرابعة للرعاية المُجتمعيّة، وآلت النتائج إلى أن العلاج الطبّي أكثر فاعلية، وقد يُوازي في بعض الأحيان العلاج المُشترك بين الطبّي والسلوكيّ، غير أن هذا لا يعني النظر إلى العلاج الطبيّ على أنه عصًا سحريّة، فهي تُسيطر على هذا الاضطراب، لكن لا تُلغي سِماته، ويُستخدم نوعان من الأدوية لِعلاج هذا الاضطراب، وهما: الأدوية المُنشِّطة، وهي مُنشطة للجهاز العصبي المركزيّ، وغالبًا ما يلجأ الأطباء إلى الأدوية المُضادة للاكتئاب، والنوع الثاني هو الأدوية غير المُنشِّطة، وتُستخدم في حالة عدم استجابة الفرد للأدوية المُنشِّطة
أو إذا أصبحت للأدوية المُنشطة آثار جانبية كبيرة، أو إذا كان الفرد يُعاني مرضًا في القلب، أو اضطرابًا ثنائي القطب، أو تعاطى المُخدِّرات من قبل، وتستخدم غيرها من الأدوية، كالأدوية المُضادة للقلق، والحساسيّة، ومُثبتات المِزاج، وتؤثر هذه الأدوية بالإيجاب عن طريق تحفيز الذاكرة العاملة، وضبط الانفعالات، والتآزر الحركيّ، وتنظيم الوقت، وخفض السلوكيّات السلبية، وأحيانًا يفشل التدخّل الطبّي، بسبب استخدام الدواء الخطأ، أو تناول الدواء في وقتٍ خطأ، أو وجود اضطراب آخر مُصاحِب يحتاج إلى تدخل دوائيّ مُختلف، وجانب الدّواء واتباع الاستراتيجيّات يُساعد الكُوتشينج الأفراد على اكتساب المهارات، ويحتاجُون في العادة إلى نوعين من الكوتشينج: Organizational Coach،
وAcademic Coach، وتتم جلسات الكوتشينج من خلال الحِوار، والمُصاحبة، وقد أعدت الدكتورة هُدى نموذجًا خاصًّا بها للكوتشينج وقسمتهُ مراحِل أربع، هي: تثبيت المِرساة، عن طريق التعرّف إلى العميل عن كثب، ثم البدء بالتسلّق، وهي مرحلة بناء المهارات، ثم تأتي مرحلة الخُطى الثابتة، وهي المرحلة الأدقّ والأكثر صعوبة، وآخر مرحلة هي حدودكَ السماء، وفيها يُساعِد الكوتش الفرد على الوصول إلى الإشباع الذاتيّ.
الفكرة من كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
إنّ اضطراب قصور الانتباه وفرط النشاط أُحِيطَ بكثير من الخُرافات التي عادت بالسلب على أصحاب الاضطراب والبيئة المُحيطة، مثل خُرافة أنّهُ يمكن تخطّي هذا الاضطراب بمزيد من الجُهد فقط، وأن الأمر سهلٌ ومُمكن باعتماد الفرد المُجرّد على نفسهِ في تحسين سلوكِه، وهذا الكِتاب إنما هو سعي دقيقٌ ومُكثّف لدحض هذه الخُرافات، ورسم الطريق لهؤلاء الأفراد، وآبائِهم، ومُدرّبيهم حتى يعبروا بسلامٍ إلى برِّ الأمان بأقلِّ خسائر مُمكنة، مع دعم نفسيّ وتوعية مُجتمعيّة، تُتيح لهم إخراجَ إبداعِهم الكامِن خلف هذا الاضطراب.
مؤلف كتاب الاستراتيجيّات العلاجيّة لاضطراب قصور الانتباه / فرط النشاط.. وصفة النجاح والتألق
هدى نهاد شعبان: استشاريّة تربوّية مصريّة وخبيرة في صعوبات التعلّم، عَمِلت في المجال التربويّ في الكويت منذ عام 1996م، ورأست الجمعية المُتخصصة في صعوبات التعلُّم، وكوتش مُعتمد من الاتحاد العالمي للكوتشينغ (IC