التقنيات المستخدمة
التقنيات المستخدمة
تتضمَّن العلاجات السلوكية المعرفية مجموعة كبيرة من التقنيات العلاجية يمكن تقسيمها إلى تقنيات سلوكية ومعرفية وانفعالية وجسدية، وتؤثِّر كل تقنية في الشخص بهدف تحسين حالته النفسية، والتقنيات السلوكية هي الأقدم تاريخيًّا، وتنقسم إلى فئتين: تقنيات التعرُّض وتقنيات قائمة على تعلُّم سلوكيات جديدة.
والتعرُّض أو الكشف هو أسلوب علاج سلوك إدراكي يساعد الناس على التفكير بما يخشونه على نحو منهجي، فالخوف يؤدي إلى تجنُّب الناس للمواقف، مما يعزِّز مشاعر القلق، وبالتعرُّض المنهجي يواجه الأشخاص المواقف التي يخشونها بطريقة تدريجية، ويعدُّ التعرُّض واحدًا من أكثر العلاجات النفسية نجاحًا، وتعتمد تقنية تعلُّم سلوكيات جديدة على تطوير القدرات العلائقية بفرض المريض نفسه في العلاقات الاجتماعية عمومًا والعلاقات التي تسبِّب له توتُّرًا خصوصًا، وتوجد الكثير من التقنيات العلاجية السلوكية مثل استئناف النشاطات، وبرمجة سلوكيات مرغوبة وتدعيم السلوكيات بواسطة التعزيز الإيجابي.
أما التقنيات المعرفية فتهدف إلى تغيير المعارف المختلة من أفكار ومعتقدات ومخطَّطات بإعادة البناء المعرفي، أو بإعادة الربط المعرفي أو التربية النفسية للمريض بإعطائه الوسائل المعرفية لاستعادة السيطرة على صعوباته، وإعادة الهيكلة المعرفية بمساعدة الناس على تحديد أنماط التفكير المسؤولة عن الحالة المزاجية السلبية والسلوك غير الفعَّال، وهناك العديد من التقنيات المستخدمة خلال إعادة الهيكلة المعرفية، والأسلوب الأكثر شيوعًا هو تتبُّع الأفكار المشوَّشة أو المضطربة في نموذج لسجلات الأفكار، واستنباط أنماط تفكير أكثر مرونة من الناحية النفسية.
والتقنيات الانفعالية تركِّز على العمل مباشرةً وعلى الانفعالات المزعجة بهدف التقليل منها، باستخدام تقنيات الاسترخاء والتعرُّض للانفعالات والوعي الكامل، وهناك تقنيات علاجية أخرى قريبة للعلاج السلوكي المعرفي، وهي تقنيات علم النفس الإيجابي، وإعادة المعالجة بواسطة العين السريعة التي تستخدم على نحو متزايد لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة.
الفكرة من كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
أثبتت العلاجات السلوكية المعرفة على نحو متدرِّج مكانتها كأحد التيارات الأساسية في العلاج النفسي التي تم تطبيقها وتطويرها في البلدان الأنجلو- سكسونية إلى أن أصبحت العلامة الأساسية في العلاج النفسي، ثم بعد ذلك انتقلت إلى أوروبا ثم إلى العالم بأسره، ومنذ عشر سنوات تسارعت الوتيرة وأخذت العلاجات السلوكية المعرفية تحتلُّ مكانة أكثر أهمية تدريجيًّا في ميدان العلاج النفسي، وكذلك مصالح الطب العقلي.
وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف مفهوم العلاج السلوكي المعرفي، وتاريخ نشأته والتقنيات المستخدمة فيه والعلاقة بين التعلُّم والسلوك والصحة النفسية والعوامل المؤثرة فيها، وما مفهوم العلاج الفعَّال وأوجه الاختلاف بين العلاج السلوكي المعرفي والعلاجات الأخرى وخطط واستراتيجيات العلاج، ويعدُّ هذا الكتاب إجاباتٍ لكثير من التساؤلات للمهتمِّين بتطوُّرات العلاجات النفسية وميدانها الرحب.
مؤلف كتاب مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية
سيريل بوفيه: كاتب وعالم نفس واجتماع، مهتم بالصحة النفسية والتربوية.
له العديد من الكتب في مجال علم النفس السلوكي منها الكتاب الذي بين أيدينا “مدخل إلى العلاجات السلوكية المعرفية”.