التقنيات الإلكترونية وخدمة الاتصال
التقنيات الإلكترونية وخدمة الاتصال
بدأ استخدام الإلكترونيات لأول مرّة في التاريخ بناءً على فكرة جالت في خاطر “أَمْبْرُوزْ فلِمِنْجْ”، وكانت تهدف هذه الفكرة إلى إيجاد أداة اتصال دون أسلاك يتواصل بها الناس على الفور عبر الأثير، ومع التقدم العلمي الذي أحرزه كل من فَارَادَاي ومَاكْسْوِيل في علم الفيزياء أصبح في الإمكان نقل الرسائل والصوت البشري عن طريق بث موجات كهرومغناطيسية.
وأعقب ذلك تطور آخر تمثل في اختراع أول جهاز إلكتروني وهو “الراديو”، ثم اختراع التلفاز، وبالتدريج صار الطريق ممهدًا أمام الحاسبات الآلية، فظهر الحاسوب بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان المثل الأعلى في تصميمه هو المخ البشري، إذ رأى العلماء أن المنطق البشري عبارة عن عمليات معالجة للمعلومات على مستوى الخلايا العصبية، وإذا أصبح من الممكن استيعاب عمليات المعالجة تلك فسوف يكون في الإمكان تصميم عقل اصطناعي يشبه في أدائه المخ البشري الطبيعي، وانطلاقًا من هذه الرؤية بدأ الحاسوب عمله بوصفه تقنية اتصال، وتمكن من معالجة وتنظيم المعلومات بسعة كبيرة.
وبناءً على ذلك توجد ثلاث تقنيات حددت إطار الاتصال الاجتماعي، أولًا “وسائل الإعلام” التي تغطي مساحة كبيرة من مجال الاتصال الاجتماعي عن طريق الوظائف الشفهية والمكتوبة التي تقوم بها، كما جمعت إلى جانب ذلك تنوع وتعدد المعلومات، وتكتسب قوتها من الإرادة الديمقراطية التي تسعى إلى الوصول إلى أكبر عدد من الناس، كما تتمتع بقدرة كبيرة على استيعاب جميع التقنيات، وأفضل مثال على ذلك هو التلفاز الذي يَستخدم أحدث التقنيات الإلكترونية، ثانيًا “الاتصالات اللا سلكية” فقد مكّن التليفون الأشخاصَ الذين تفصلهم مسافات بعيدة من التواصل شفهيًّا بعضهم مع بعض بكل سهولة، واندمج التليفون مع الحاسب الآلي في العصر الحديث، فتحول إلى تقنية للاتصال الاجتماعي تنقل المعطيات والمعلومات بشكل آلي، ثالثًا “الحاسب الآلي” الذي أصبح تقنية تخدم الاتصال الاجتماعي بشكل مباشر كونه تقنية تعمل على معالجة المعلومات، ومن خلاله أصبحت المعلوماتية تأملًا في لغة البشر، ومن ثم فإن أي اتصال يحدث عن طريق المعلوماتية يحمل في طياته ملامح الفلسفة المنطقية الخاصة بهذه التقنية.
الفكرة من كتاب ثورة الاتصال.. نشأة أيديولوجية جديدة
يستعرض الكاتب تقنيات الاتصال عبر التاريخ بداية من الكتابة والخطابة، ومرورًا بالكتب والطباعة والبرق، ووصولًا إلى التليفون والتليفزيون والكمبيوتر، كما يُبين أسباب ظهور ثورة الاتصال كأيديولوجيا دون دم أو ضحايا بديلة من الأيديولوجيات السياسية الأخرى التي تسببت في نشوب الحروب العالمية وقتل ملايين البشر خلال القرن الماضي، إضافة إلى ذلك يشرح الدور الذي تقوم به وسائل الاتصال والإعلانات بالتأثير في الجمهور وتوجيهه نحو الاستهلاك.
مؤلف كتاب ثورة الاتصال.. نشأة أيديولوجية جديدة
سيرج برو: دكتور في علم الاجتماع، وأستاذ في كلية الإعلام بجامعة كيبيك في مونتريال، وأستاذ مشارك في Telecom Paris Tech ومدير مجموعة الأبحاث ومرصد استخدامات وثقافات الوسائط (GRM)، من مؤلفاته:
Web social: Mutation de la communication.
La contribution en ligne: Pratiques participatives à l’ère du capitalisme informationnel.
فليب بروتون: باحث في مختبر CNRS، وأستاذ بجامعة ستراسبورج في المركز الجامعي لتعليم الصحافة، ومؤلف لعديد من الكتب، منها:
الحجاج في التواصل.
تاريخ نظريات الحجاج.
LE SILENCE ET LA PAROLE.
معلومات عن المترجمة:
هالة عبد الرؤوف مراد: مترجمة، ومن ترجماتها:
الثورة تحت الحجاب (النساء الإسلاميات في إيران).