التفكير في التفكير
التفكير في التفكير
قال الكاتب عن ماهية التفكير: “نستعملها لتدلَّ على ما يدور بالذهن، فهذا يفكر في حال الدنيا، وذاك يفكر في أمر عرض له منذ أيام، وثالث يفكر فيما ينتظره من بدائع الطبيعة، وأحيانًا أخرى نستعمل كلمة التفكير في حدود ضيقة، فنقول إن الاستقراء والاستدلال -قوام العمليات العقلية في نظر علماء النفس- فهما ما يُقصدان بكلمة التفكير”، ولأن التفكير يتمثَّل في نشاط عقلي قابل للتغيير تبعًا للبيئة المحيطة به والظروف المُعرض لها والواقع الذي يتعامل معه، كان بحث الإنسان بمثابة رحلة من التفكير لإعادة التوازن إلى حياته وتغييرها، فالإنسان مخلوق كرَّمه الله ومنحه عقلًا يفكِّر به وعينين يرى بهما ولسانًا يتكلَّم به مُعبِّرًا عن رأيه أو ما يريده، وهذا ما جعل الإنسان مختلفًا عن الحيوانات، فالإنسان لغته وأفكاره قابلة للتحليل والمناقشة، كما أنه متحكِّم بردود فعله، فتفكير الإنسان مرن يُمكن قياسه واستدراكه، واللغة تعبِّر عنه وتكسبه قدرة عالية تعبيرية تُمكِّنه من التواصل وتصنيف مشاكله أو ما يبحث عنه ويجد حلًّا له.
واللغة وسيط معنوي بيننا وبين قدرتنا على التعبير فيما يدور بعقلنا ووجداننا كذلك، واختلاف اللغة فيما بين البشر قد تكون حائلًا للتفاهم بينهم، لذا يختلف فِكر كل إنسان عن الآخر في غايته وأهدافه، ولُخِّص الاختلاف في الفكر عند البشر في المفاهيم من حيث الكلمات والرموز المستخدمة، والميل إلى النظر إلى الأشياء، واختلافنا على التنقُّل بين شكل الشيء ومضمونه، ويعني هنا الاختلافات الطفيفة في التفكير، فاللغة تتميز بأنها تعبِّر عن مدى نضجنا الفكري والاستيعابي للمفاهيم من حولنا، بل إنها تتطوَّر بتطوُّر الإنسان ذاته والبيئة من حوله، فهي رابط الاتصال عند البشر بعضهم ببعض في التعبير عن الحب والكره وكل ما يخطر بفكرهم بشكل عام.
الفكرة من كتاب التفكير عند الإنسان
تعدَّدت استخدامات التفكير في حياة الإنسان حتى دعانا ذلك إلى التفكير في التفكير ذاته والبحث عن ماهيته، ويدور هذا الكتاب حول التفكير عند الإنسان وفي حياته وماذا يُقصد بالتفكير، وإن اختلف التفكير بين إنسان وآخر كان المشترك بينهما هو أن نتيجة التفكير دائمًا ما تؤول إلى تغيير وحل.
مؤلف كتاب التفكير عند الإنسان
أحمد فائق ولد 8 أغسطس 1936، حاصل على ليسانس الآداب، قسم علم النفس وماجستير ودكتوراه في علم النفس، عمل أخصائيًّا نفسيًّا بوزارة الصناعة، ومدرس علم النفس بجامعة عين شمس، ومن مؤلفاته: “جنون الفصام”، و”مدخل إلى علم النفس”، و”التحليل النفسي بين العلم والفلسفة”، وله العديد من الأبحاث التى نُشِرَت في الدوريات العلمية.