التفاوض لغة الفوز
التفاوض لغة الفوز
يُعدُّ التفاوض أداة من أدوات الحوار الأشد تأثيرًا لحل المشاكل، وهو موقف تعبيري بين طرفين أو أكثر حول قضية ما، يتم من خلاله طرح وتقريب وجهات النظر، واستخدام كل أساليب الإقناع للحصول على منفعة جديدة عن طريق إجبار الخصم على القيام بعملٍ ما، أما الإجبار والمضايقة الصريحان فيولِّدان المقاومة والنزاع، لكن الإقناع والمحاورة يحافظان على الود، ويقودان للتغيير بسهولة ورضا، وأيضًا الإقناع لغة الأقوياء في الحوار، يكسبون بها الاحترام والتقدير من جميع الأطراف.
ومن ثم يعدُّ الإقناع مهارة من مهارات التواصل، لا بد أن يتوافر فيها عدة عناصر، وأول هذه العناصر هي المصدر؛ فيجب أن يكون الشخص لديه مصداقية في الوعود والتقييم، وأيضًا يمتلك القدرة على استخدام عدة أساليب للإقناع، وثاني عنصر من عناصر الإقناع هو الرسالة؛ حيث يجب أن تكون واضحة؛ يفهمها كل الجمهور، وأن تكون مُرتَّبة، ومرفق معها الأدلة والبراهين، وآخر عنصر من عناصر الإقناع هو المُستقبِل، فينبغي مراعاة الفروق العمرية والبيئية للمستقبلين، وأيضًا مراعاة الاختلافات الثقافية والمذهبية لهم، ومراعاة مستوى الثقة لديهم، ويجب عليك أن تتجهَّز جيدًا قبل عملية الإقناع؛ عن طريق البدء بالأهم ثم المهم، واختيار التوقيت المناسب لك وللطرف الآخر، وفي أثناء عملية الإقناع يجب عليك أن توضح الفكرة بالقدر الكافي، والاهتمام بحاجات الطرف الآخر، واللعب على مشاعره، وإيصال اهتمامك به عن طريق ربط بداية حديثك بنهاية حديثه، وإشعاره بمحبتك وعذرك إياه، أما بعد الانتهاء من عملية الإقناع فكل ما عليك هو الرد على الاعتراضات، والتأكيد من درجة الإقناع عن طريق مراقبة تحمُّس الطرف الآخر لما تحاول إقناعه به.
لكن تنبَّه الخبراء أن هناك مجموعة من الموانع الثقافية والمفاهيم الخاطئة التي تعوق سير عملية التفاوض، كالخوف من الرفض الشخصي؛ فنحن لا نحب أن نطلب شيئًا قد يُقابل بالرفض، أو الخوف من كراهية الآخرين؛ إلا إن التجربة أظهرت أنه من النادر أن يؤثِّر موقف في التفاوض على مدى حب الناس، بل إن أشد أشكال الجدال قد يتطور إلى روابط شخصية قوية، ومن أكبر العوائق لعملية التفاوض هو الخوف من الفشل، لذا فخلاصة الأمر لا تخشَ التفاوض أبدًا.
الفكرة من كتاب التفاوض فن الفوز
نعيش في عصر المفاوضات، سواء بين الأفراد أو الدول أو الشعوب، فحياتنا تتمثَّل في سلسلة من المواقف التفاوضية، وترجع أهمية علم التفاوض إلى حتميَّته؛ حيث يعتبر المخرج الوحيد الممكن استخدامه للوصول إلى حل للمشكلة المتنازع بشأنها.
فيحاول الكاتب هنا عرض أساليب وطرق التفاوض الأفضل، ثم يتطرَّق إلى الإمكانيات الشخصية التي يجب توافرها في الشخص المُفاوض، ثم يوضح استراتيجيات التفاوض، ويوضح شروط التفاوض وعناصره.
مؤلف كتاب التفاوض فن الفوز
فيليب روبنز: أستاذ ومحاضر بجامعة أكسفورد