التفاهم والتفاوض مع غير المسلمين
التفاهم والتفاوض مع غير المسلمين
على الرغم من أنّ رسولنا ﷺ كان يتعامل مع الكفار فإنه كان حسن التعامل مع الأمور ويقدر الأمور خير تقدير، وكان يتعاطف مع غير المسلمين، فقد وَفَدَ على رسول الله وفد من نصارى نجران بالمدينة، فدخلوا عليه مسجده بعد صلاة العصر، فحانت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجده ﷺ، فأراد الناس منعهم فقال رسول الله: “دَعُوهُمْ”، فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم. هذا هو استيعاب الرسول ﷺ للمواقف، فلو كان الرسول بيننا لحرص على تأليف قلوب غير المسلمين وتحبيبهم في ديننا.
وعلينا أن نُفرِّق بين غير المسلمين المعادين للإسلام والمحاربين بأسلحتهم، وبين الذين يعيشون حياتهم الخاصّة منشغلين بأنفسهم لا يشاركون في أي حروب ضد المسلمين بل وقد يتعاطفون معهم!
فالفئة الأولى نعاديها ونحاربها بالطبع، أمّا الفئة الثانية فلا بد أن تكون لدينا الحكمة في التعامل معهم لكي نتصرف تجاههم بالبر والقسط منضبطين، في الوقت نفسه، بأحكام الولاء والبراء.
وما أجمل أن ننقل صورة حسنة عن ديننا أو أن نحبب الناس في الإسلام، لكي نفرض احترامنا في كلّ مكان وزمان، وهذا لن يحصل إلّا إذا كان لدينا حُسن تصرّف ومعاملة ليّنة وصبر في سبيل الدعوة!
وبالإضافة إلى التفاهم كان رسول الله ﷺ أيضًا يُحسِن التفاوض مع غير المسلمين وهذا ما حدث في صلح الحديبية مثلًا، فقد كان النبي لا يأخذ الأمور بشكل شخصيّ، كان لديه بُعد نظر ويركّز على أمور الاتفاق والتلاقي، كما أنه حثّ على الالتزام بالعهد ولو كان شفويًّا، كما كان متواضعًا، ولو سار المسلمون على خطاه بعد ذلك لوجدوا حلولًا لبعض العدوان الذي نعيش فيه، ولكن المسلمين ما زالوا يحتاجون إلى بعض الحكمة وفهم الواقع بشكل صحيح وإدراك قدراتهم، ناهيك بحاجتهم الشديدة إلى البُعد عن العناد وعدم أخذ الأمور بشكل شخصيّ.
الفكرة من كتاب لو كان بيننا الحبيب صلّى الله عليه وسلَّم
جميعنا نحبّ رسولنا محمدًا ﷺ، ولكن.. هل نقتدي به حقّ الاقتداء؟ وهل نمشي على خطاه بالشكل الصحيح؟
إنّ هذا الكتاب يجعلنا نتفكّر بصدق، هل لو كان رسولنا الحبيب ﷺ بيننا سيكون راضيًا عمّا نفعله؟
في الحقيقة يلزَمُنا أن نتأمل بدقّة في سيرة رسولنا الكريم ﷺ، حتى نجعل من تصرفاته منهاجًا لنا ونتبع سنّته في جميع أمور حياتنا.
مؤلف كتاب لو كان بيننا الحبيب صلّى الله عليه وسلَّم
أحمد الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كسلسلة “خواطر” التي كانت تُعرض على التلفاز، وكان له بعد ذلك برامج أيضًا لدعم مواهب الشباب، ولديه عدد مِن المؤلفات منها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
رحلة مع حمزة يوسف.