التفاعلات الاجتماعية كفيتامينات للدماغ
التفاعلات الاجتماعية كفيتامينات للدماغ
هل فكرت من قبل في صداقاتك وعلاقاتك الاجتماعية كفيتامينات للدماغ؟ يبدو أمرًا غريبًا، أليس كذلك؟! لذا تعال نستكشفه معًا ونعرف ما وراءه، ولنبدأ ببحث أجراه بريان جيمس الباحث في علم الأوبئة، ويهدف البحث إلى تقييم الوظائف الإدراكية والتفاعلات الاجتماعية لألف ومئة وأربعين من المسنين، إذ سجل درجة تفاعلاتهم الاجتماعية ثم قاس معدل تدهور الإدراك لديهم على مدى اثني عشر عامًا، وجاءت النتائج كالتالي: قل معدل تدهور الإدراك بنسبة سبعين في المئة للمجموعة التي كانت على درجة عالية من التفاعلات الاجتماعية! ونستنتج من هذا البحث الأهمية الكبيرة للتفاعلات الاجتماعية في الحفاظ على الدماغ من التدهور الإدراكي المصاحب للشيخوخة، ومن المُلاحظ أن التفاعلات الاجتماعية بأشكالها كافة تعود بالنفع على الدماغ حتى وإن كانت عن طريق الإنترنت.
اطلعنا على أهمية التفاعلات الاجتماعية للدماغ.. ولكن ما أوجه تلك الأهمية بالتحديد؟ تأتي أهمية التفاعلات الاجتماعية للدماغ في صورتين أساسيتين، الأولى أنها تقلل من تأثير التوتر في الجسم والدماغ ومن ثم تحسن من الحالة العامة للجسم وبخاصة الجهاز المناعي الذي يتأثر سلبيًّا بشكل بالغ عند ارتفاع هرمون الكورتيزون الذي يرتبط إنتاجه بأوقات التوتر، أما الصورة الثانية فهي البقاء على الدماغ في حالة من النشاط، فكلما كانت لديك تفاعلات اجتماعية أكثر، زاد النشاط في مناطق الدماغ المسؤولة عن هذه التفاعلات، ومن ثم تصبح الأنسجة العصبية المكونة لها أكبر وأقوى، كأن التفاعلات الاجتماعية في هذه الحالة تعمل كتمارين رياضية للإدراك والدماغ، لما تتيحه من فرص لتبادل الآراء ومناقشة القضايا المختلفة ومشاركة المعتقدات ووجهات النظر.
فإذا أردت أن تنعم بدماغ نشيط وبشيخوخة جيدة: لا تستلم لنداءات الوحدة والعزلة التي ترتفع أصداؤها مع التقدم في العمر، وحافظ على علاقاتك الاجتماعية، وكرر لقاءاتك بأصدقائك الحميميين، وإذا كانت لديك فرصة للعيش بجوار أفراد عائلتك فلا تتردد، وضع في عين اعتبارك أن من أهم التفاعلات الاجتماعية لك تلك التي تصنعها مع الأطفال، حيث تعايش معهم أحلام الطفولة ومغامراتها وتكون لهم الناصح الأمين، فلا تنسَ أن تأخذ حظًّا وافرًا من صداقاتهم.
الفكرة من كتاب قواعد الدماغ لشيخوخة جيدة: 10 مبادئ لتبقى في حيوية، سعادة ونشاط
في الشباب نظل باحثين عن أفضل الخطط لاستثمار العشرينات وعن 10 أشياء لا ينبغي أن تتم الثلاثين قبل فعلها وعن كيفية تحقيق الأهداف ونيل السعادة وغيرها الكثير، ومع هذا لا يشغلنا الادخار للكبر ولا نهتم ببناء عادات نتكئ عليها في شيخوختنا، وذلك لأننا لا نضع مرحلة الشيخوخة في الحسبان وإنما ننظر إلى الحياة على أنها شباب فقط
ثم إذا انتهى جلسنا نبكي على أطلاله حتى نلقى الموت، ولكن ألم يأن أن نبحث عن أفضل الخطط لعيش شيخوخة سعيدة، وعن كيفية استثمار الوقت في الكبر، وعن أهم العادات التي تعزز الصحة الجسدية والعقلية؟! أرجو أن تردد بداخلك الآن بلى! بلى! وتبدأ أولى خطواتك في رحلة الصلح مع الشيخوخة بقراءة هذا الكتاب.
مؤلف كتاب قواعد الدماغ لشيخوخة جيدة: 10 مبادئ لتبقى في حيوية، سعادة ونشاط
جون ميدينا: هو عالم أحياء مختص في البيولوجيا الجزيئية، له عديد من الأبحاث في ما يخص الجينات المشاركة في تطور الدماغ البشري وكذلك الجينات المسؤولة عن الاضطرابات النفسية، حصل على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية من جامعة واشنطن.
ومن مؤلفاته:
Brain Rules: 12 Principles for Surviving and Thriving at Work, Home, and School
Attack of the Teenage Brain! Understanding and Supporting the Weird and Wonderful Adolescent Learner
Brain Rules for Baby: How to Raise a Smart and Happy Child from Zero to Five