التغيير وتحدياته
التغيير وتحدياته
يطمح كل مسؤول أن يُحدِث تغييرًا ويترك أثرًا في مجال عمله، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَومٍ حَتّى يُغَيِّروا ما بِأَنفُسِهِم﴾، فالجميع يرغب بالتغيير، ولكن القليل من يبدأ التغيير بنفسه، ويبذل جهده في التغيير، وعندما يرى نتائجه على نفسه، يبدأ في تغيير من حوله، ومن أراد أن يلتزم موظفوه بالأنظمة والقوانين، فعليه أولًّا الالتزام بها في الظاهر والباطن، وعندما ينادي الشخص بالتغيير وقد مارسه، فإن ذلك يُكسِبه مصداقيةً وثقةً لدى الآخرين، وتُقبل آراؤه وأفكاره وتصبح قيد التنفيذ.
إن التغيير ليس بالأمر السهل ولا المستحيل، وإدراك هذه الحقيقة هو الخطوة الأولى في التغيير، ويليه في الأهمية أن يكون التغيير مُقنِعًا، وأن يقوده شخص ذو صفات وقدرات تؤهله لتحقيق التغيير، وبعد ذلك لا بد من وجود من يساند القائد في عملية التغيير ويدعم كل منهما الآخر، ويأتي بعدها التعامل الصحيح مع الفئة المقاوِمة.
وقبل أن يبدأ المسؤول في التغيير عليه أن يعرف أنه لا بد من ظهور من يقاوم التغيير، وهذا من التحديات التي سيواجهها، ويمكنه التعامل مع هذه المقاومة عن طريق تحديد المشكلة والبحث عن أسبابها ودوافعها ثم البحث عن الحل، وإذا كان المسؤول جديدًا في عمله، عليه في البداية أن يزرع الطمأنينة في نفوس الموظفين، ويوضح لهم أن التغيير لصالح المؤسسة وأن النجاح للجميع، وأن يكون حازمًا واثقًا بنفسه ثابتًا عند الشدائد، وينبغي للمسؤول أن يُتقِن فن المفاوضة ليتمكن من إقناعهم بأهمية التغيير وفائدته، وألا ينظر إلى المقاومة على أنها مشكلة تحتاج إلى المنع أو الإخماد، بل تحتاج إلى كسب المعارضين، وتحويل رفضهم إلى قوة تدعم التغيير، فالتغيير عملية سلوكية، يتطلب من قائد التغيير المعاملة الحسنة لمن يقاومه، ويمكنه أن يبحث عن الخير بداخلهم ويستثمره، وبذلك يتجاوز تحقيق التغيير والإصلاح ليحصل على ولائهم.
ويستحيل اتفاق الناس جميعًا على رأي واحد، فالاختلاف آية من آيات الله، قال الله سبحانه وتعالى ﴿وَمِن آياتِهِ خَلقُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاختِلافُ أَلسِنَتِكُم وَأَلوانِكُم إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلعالِمينَ﴾، وتظهر المشكلة عندما تحدث شخصنة الخلاف، ويصير الاختلاف خلافًا، والاختلاف رحمة من الله وسنة من سنن الكون، أما الخلاف فهو استنزاف للوقت والجهد، وللمال أحيانًا، ولا يصح أن يُجبر أحدٌ غيرَه على الاقتناع برأيه، فذلك مبالغة في التطرف وأمر منافٍ للرقي في التعامل، ولا يصح أيضًا التقليل من آراء الآخرين، ويمكن للجميع الوصول إلى نقطة اتفاق والعمل فيها معًا.
الفكرة من كتاب لماذا نعمل 8 ساعات؟ قصص وتجارب من عالم الإدارة والقيادة
في هذا الكتاب دعوة إلى إعادة النظر في نظام العمل الحالي، ومدى ملاءمته للتطور التكنولوجي الحديث، كما أنه يعود بالزمن إلى شخصيات إسلامية عظيمة، للاستفادة من تجاربهم، والاقتداء بهم وبمبادئهم وأخلاقهم الحسنة، وعلى رأسها الأمانة، إذ حققوا إنجازات كبيرة وكانوا عزًّا للإسلام والمسلمين، ويمكن للمديرين والقادة الاستفادة منها في الوقت الحاضر وتطبيقها في المؤسسات والشركات في المجالات المختلفة.
مؤلف كتاب لماذا نعمل 8 ساعات؟ قصص وتجارب من عالم الإدارة والقيادة
عبد الله العمادي: كاتب صحفي ومؤلف، كتب كثيرًا من المقالات اليومية والأسبوعية والدورية في صحف محلية وعربية، ولديه مدونة شخصية بعنوان «أطياف»، يكتب فيها عن تعزيز الذات وبناء الشخصية، ويعبر عن رأيه في القضايا العامة، ومن مؤلفاته:
«لا تكن حجر شطرنج».
«منارات».
«أشياء يفعلها السعداء».