التغييرات الثورية في عهد علي بن أبي طالب
التغييرات الثورية في عهد علي بن أبي طالب
بعد مبايعة عليِّ بن أبي طالب قام بإلغاء كل الأحكام الجائرة التي كانت في زمن عثمان؛ فعزل الولاة من الأقاليمِ والولاياتِ الذين عينهم عثمان، واستعاد منهم ومن آل عثمان وخاصتِه المالَ والأراضيَ التي خُصّصت لهم.
اعترف علي بن أبي طالب بالتعدد الطبقي؛ فقسّم المجتمعَ المسلم إلى طبقات:
طبقة الجنود.
الكتّاب.
القضاة.
العمال على الأقاليم.
القائمون على شؤون الدولة.
الفلاحون.
دافعو الخراج.
المعاهَدون.
أهل الصناعات والتجار.
ثم أهل الحاجة والمساكين.
وكان يسعى إلى جعل كل تلك الأطياف عبارةً عن نسيج متماسك قوي يحكمه العدل والقسط.
وقد حرّم على نفسه وعلى آل بيته ومقربيه استخدامَ المال من بيت مال المسلمين، ويُذكر له العديد من المواقف على ذلك منها رفضه إعطاءَ عبدِ الله بن زَمعةَ -وهو أحد أشياعه- المالَ من بيت مال المسلمين قائلًا له: “إن هذا المال ليس لي ولا لك، وإنما هو فيء المسلمين”.
أعاد علي بن أبي طالب مبدأ المساواة بين الناس الذي كان من سنة النبي محمد- صلى الله عليه وسلم- كما أنه جعل المساواة تتحقق على الجميع سواء أكانوا عربًا أم لا، مسلمين أو ليسوا مسلمين، سبّاقين للإسلام أو لا.
بذلك ألغى ستارًا كان الكثيرون يتخذونه كي يجمعوا الثرواتِ الطائلة.
تلك التغييرات الثورية الجِذرية شكّلت معارضة قوية ضده، وكانت تلك أولَ معارضة في تاريخ الإسلام؛ فقامت هذه المعارضة بتقليب القلوب على علي وبالدعوة لنقض بيعته والثورة عليه، وقد انضم إليها أشراف وسادة قريش لمِا كان لتلك السياسات من تأثيرات تضر بمصالحهم.
ولكن ما كان من علي إلا الثباتُ أمام هذه الفتنة، لأن تشريعاتِه انطلقت من فلسفته العميقة عن التصور الكلي للمجتمع المسلم.
الفكرة من كتاب الإسلام والثورة
يجيب الدكتورْ عمارةَ عن تساؤلات مثيرة للجدل ومهمة، خصوصًا مع ما نشهده من أحداث سياسية في المناطق العربية والإسلامية في عصرنا الحالي؛ فنجده يناقش أسئلة عن مفهوم الثورة في القرآن والسنة، وكيفيةِ تعامل الإسلام معها وموقفِ الدين من القضايا الاجتماعية وإرادة الشعب. وهل يمكننا أن نجد في تاريخ الإسلام إرثًا فكريًّا ثوريًّا وأمثلةً وقعت بالفعل عبّرت عن تلك الأفكار؟
أيضًا يشرح المؤلف المفارقاتِ التي نجدها بين تأييد الإسلام للثورة واختلافِ آراء المسلمين حولها، ويعرض العديد من الثورات التي قامت في تاريخ الإسلام وموقفَ العلماء منها.
مؤلف كتاب الإسلام والثورة
محمد عمارة مصطفى عمارة، هو مفكر إسلامي، ومؤلف ومحقق وعضو في مجلس البحوث الإسلامية بالأزهر. ولد بريف مصر في قرية بمحافظة كفر الشيخ.
درس الدكتوراه في العلوم الإسلامية بكلية دار العلوم، وحقق لكبار أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية وتميز بتوجهه الدائم في الدفاع عن الوحدة الإسلامية، كما تميز بوسطيته ودعوته للعقلانية الإسلامية التي تجمع بين العقل والنقل.
أهم مؤلفاته: “الإسلام والثورة- التفسير الماركسي للإسلام- صراع القيم بين الغرب والإسلام- القدس بين اليهودية والإسلام- عندما دخلت مصر في دين الله”.