التغير الاجتماعي.. خلفية أساسية
التغير الاجتماعي.. خلفية أساسية
إن السمة الثابتة الوحيدة في الحياة الاجتماعية هي التغير! فالتغير يحدث بطريقة مستمرة، وبصور ودرجات مختلفة، ويشير التراث اليوناني القديم إلى أن التغير يحدث وفق قانون ثابت هو الانتقال من البسيط إلى المركب، ومن المتجانس إلى غير المتجانس في بطء شديد، أما تراث ابن خلدون فيرشدنا إلى أن المجتمع أشبه بالكائن الحي يولد طفلًا، ثم يبلغ أشده، حتى يصل إلى كهولته.
أما فلاسفة عصر التنوير فاختلفوا فيما بينهم على قوانين التغيير وإن اتفقوا فيما بينهم على حتميته، فتوماس هوبز أكد انتقال المجتمعات من حالة الفوضى إلى حالة النظام بفعل قوة الدولة التي تلزم الأفراد الانصياع للقانون، أما روسو فيشير إلى أن المجتمعات تتحول عندما تنمو الروح الجمعية الأخلاقية.
إن التداخل بين مفاهيم التطور والتقدم والتحديث والنمو والتنمية، هو ما يجعل التعريف بالتغير الاجتماعي أمرًا صعبًا يكاد يصل إلى حد الاستحالة، إلا أن ذلك هو ما يمنحه قدرته التفسيرية ويعطيه وجاهته، لكل هذه المفاهيم سياقاتها التي ظهرت فيها، فأضحت مُحملة بحمولة فلسفية أيديولوجية تقلل من حياديتها في التعاطي مع الواقع، بخلاف مفهوم التغير الذي يمكن أن يحتويها جميعًا دون أن يكون متحيزًا أو منتميًا إلى تراث خاص.
الفكرة من كتاب ما علم الاجتماع؟
يتردد على مسامعنا وفي أثناء محاوراتنا كثير من المصطلحات، مثل المجتمع والتغيير والتنشئة الاجتماعية والطبقية، وغيرها من المصطلحات التي تتمحور حول فهم وتوصيف ما يدور في المجتمع حولنا من عمليات ووقائع تؤثر فينا ونؤثر فيها، فإن كل هذه المفاهيم والمصطلحات ما هي إلا جزء لا يتجزأ من دراسة علم الاجتماع، ويسعى هذا الكتاب إلى تفنيد هذه المصطلحات والتعريف بها عبر ربطها بنشأة علم الاجتماع ورواده الكبار من أمثال أفلاطون وأرسطو ورسو وابن خلدون ودوركايم.
مؤلف كتاب ما علم الاجتماع؟
أحمد عبد الله زايد: أستاذ علم الاجتماع، ولد في الجيزة في الـ30 من ديسمبر عام 1948، شغل عدة مناصب علمية وإدارية، فشغل منصب عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وعمل مستشارًا ثقافيًّا لجمهورية مصر العربية بالرياض في الفترة من (1998 – 2001)، مثلما شغل منصب مدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 2004.
لزايد عدة مؤلفات منها: «مقدمة في علم الاجتماع السياسي»، و«خطاب الحياة اليومية في المجتمع المصري»، و«صور من الخطاب الديني المعاصر»، و«الدولة بين نظريات التحديث والتبعية»، و«تناقضات الحداثة فى مصر».