التغيرات السياسية فى مصر منذ ثورة 1952
التغيرات السياسية فى مصر منذ ثورة 1952
طرأت على الحياة السياسية فى مصر تحولات خطيرة منذ ثورة الضباط وتسليم مهام الوزارات لأعضاء الثورة بدلًا من السياسيين ورجال الأحزاب، فتحوّل السياسيون إلى مجرد موظفين يشتغلون بالسياسة لا يتقنون سوى تنفيذ الأوامر، وعلى الرغم من أن السادات لم يكن صاحب أيديولوجية بالمقارنة بعبد الناصر وفكره السياسي الفذ، فإنه أصدر قرارات سياسية خطيرة استمرت حتى بعد رحيله، وشكلت صورة جديدة للسياسة فى مصر بانتهاء عهد القضايا القومية ورفع شعار الاستقرار بدلًا من التغيير، وهذا ما تم تطبيقه حرفيًّا عقب اغتيال السادات عندما أبقت حكومة مبارك على برلمان السادات لينهي مدته، بدلًا من تعيين برلمان جديد وإقرار سياسات جديدة تتفادى أخطاء السادات. منذ ذلك الوقت أصبحت مهمة الحكومة الوحيدة تنفيذ المشروعات دون أن تكون لها رؤية سياسية، فأصبحت الديمقراطية والمعارضة والقومية أمورًا تعطل الحكومة عن القيام بوظائفها، وعلى الرغم من أن هذه الوظائف من البديهيات المفروضة على كل حكومة مهما كانت توجهاتها، فإنها أصبحت مقياسًا لنجاح الحكومات أو فشلها، مع رفع شعار الاستقلال السياسي وغض الطرف عن أي قضايا قومية تتطلب من الحكومة التدخل أو حتى إبداء رأيها،
مما يهدد بتنشئة جيل سلبي منزوع الإرادة. كل هذه الأمور تمثل انتكاسة خطيرة في تطورنا السياسي، خصوصًا مع التخلي عن الإرادة الاقتصادية وفتح الباب أمام المعونات والقروض الدولية والاستثمارات الأجنبية، وأصبح الحديث عن حب الوطن يتمثل في شعارات محفوظة، وتقلصت البطولات في مصر إلى البطولات الفردية، كإنجاز عالم مصري، أو فوز المنتخب في بطولة كرة القدم، أو تعيين مسؤول مصري في مركز دولي مرموق.
الفكرة من كتاب الاقتصاد والسياسة والمجتمع في عصر الانفتاح
إذا رمزنا إلى الدولة بمثلث ذي أضلع ثلاثة، فإن هذه الأضلع ستكون السياسة والاقتصاد والمجتمع، وكل ضلع يؤثر في الضلع الآخر، ولأن السياسة هى المحرك الأساسي فإنها تؤثر في الاقتصاد الذي يمتد تأثيره في المجتمع، لذلك يتطلب صنع السياسات الاقتصادية سياسيين ذوي رؤية مستقبلية ومبدأ ينير لهم طريق الإصلاح، فإذا صلحت السياسة العامة للدولة صلح الاقتصاد، ومن ثم يسود مناخ اجتماعي مستقر وهانئ.
هنا يأتي دور الكتاب في مناقشة وتحليل السياسة العامة في عصر الانفتاح وتأثيرها في الاقتصاد والمجتمع، وهل كانت السياسات الاقتصادية في ذلك الوقت ناجحة أم فاشلة؟ وكيف كان تأثير الانفتاح في هيكل المجتمع المصري؟ كل هذه التساؤلات وأكثر سنجيب عنها هنا في هذا الكتاب.
مؤلف كتاب الاقتصاد والسياسة والمجتمع في عصر الانفتاح
جلال أمين: هو عالم اقتصاد وأكاديمي وكاتب مصري، ولد عام 1935، تخرج في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن. شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1965، ثم عمل مستشارًا اقتصاديًّا للصندوق الكويتي للتنمية عام 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا وأستاذًا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتوفي عام 2018.
من أشهر مؤلفاته: “ماذا حدث للمصريين؟” “كتب لها تاريخ”، “المثقفون العرب وإسرائيل”، و”قصة الاقتصاد المصري”.