التعليم والتلفزيون
التعليم والتلفزيون
المؤسسة التعليمية هي عامل مساعد مهم على تربية الأطفال وتعليمهم، لذا قلق المعلمين على الأطفال هو شيء مشترك بينهم وبين الوالدين، وبسبب انتشار التكنولوجيا وخصوصًا التلفزيون سَبَّب القلق الأكبر عند المعلمين على تفكير الأطفال وقدرتهم على التحصيل الدراسي، وبخاصةٍ الفئة العمرية الأكثر تأثرًا هي المرحلة الابتدائية، ونحن نتفق على أن التلفزيون هو سبب كبير من الأسباب التي جعلت كثيرًا من الأطفال مصابين بأعراض حادة أثناء طفولتهم مثل كثرة التشتُّت وفرط الحركة، لكنه ليس السبب الوحيد وعلى المعلمين التعامل بواقعية أكثر، وقد قامت عدة دول بدراسات متعددة حول تأثير التلفزيون في التحصيل الدراسي على الطلاب، وظهر أن الأطفال الأكثر مشاهدة للتلفزيون هم الأقل قدرة على التحصيل الدراسي، وكذلك من يقضون وقتًا طويلًا في المحادثات الهاتفية مع أصدقائهم، لكن علينا أن ننظر إلى النتائج بعين أخرى غير السلبية، وهي كيفية الاستفادة من التلفزيون في تعليم الأطفال.
للاستفادة من التلفزيون في التربية والتعليم علينا تطوير منهج تربوي تلفزيوني، وذلك من خلال تزويدهم بنموذج كيفية استخدام التلفزيون والأجهزة الذكية بطريقة نافعة والتعلم من خلاله، يُستخدم التلفزيون في المدرسة للتعلُّم عن طريق المشاهدة تحت إشراف المعلمين، تعليم الأطفال التأثير في كيفية استخدام التلفزيون للتأثير في صانعي البرامج ليخدموا تعليم الطفل وأهداف المجتمع، ويشارك الوالدان في تربية التلفزيون للأطفال ويعلمان كل ما يحبه أطفالهما ويتأثرون به، لوضع منهج يسمى التربية التلفزيونية بشكل مفيد ومناسب للأطفال يتعلمون من خلاله.
ويجب استخدام الوالدين قواعد تربوية مع أطفالهما أثناء مشاهدة التلفزيون لتقليل السلبيات عليهم، أن يعلموا سبب مشاهدتهم للبرنامج هذا بعينه، ويجب أن يكون سببًا مؤكدًا ونافعًا لهم، ولو كان غير ذلك فيجب منعهم، وتحديد مشاهدة برنامج واحد فقط في اليوم، مع التخطيط لمشاهدة عائلية معًا لبرنامج معين، بحضور أحد الوالدين مع طفله أثناء مشاهدته للتلفزيون ومراقبته جيدًا والتفاعل معه، إضافةً إلى اتخاذ برنامج أسبوعي يعطي خبرة ممتازة لطفلك ويجعله متحمسًا لوضع خطط وأهداف لفعلها، ولا ينبغي استعمال التلفزيون أداة عقاب أو ثواب، ويكون الوالدان نموذجًا جيدًا فيما يشاهدانه ويراقبان ما يشاهده أطفالهما.
الفكرة من كتاب التلفزيون وتربية الأطفال
يضعنا الكاتب أمام عدة أسئلة مهمة في تنشئة أطفالنا من خلال التلفزيون والفيديو، مُتسائلًا باستنكار: هل ستترك طفلك يتربَّى من خلال التلفاز؟ هل معدل الوقت الشاسع الذي يقضيه أمامه لا ينبهك لخطر ما؟ التلفزيون دائمًا عند الوالدين والمعلمين هو المسؤول الأول عن التدنِّي في الدراسة والتعليم للطفل لكنه في الحقيقة ليس كذلك، بل هو ترك المسؤولية الكاملة للتلفاز أو الفيديو لكي يُعلم ويرشد الطفل وأنه مصدر تلقٍّ عنده، فلا ينفك الطفل في التقليد والتأثر بالتلفزيون والفيديو، فالمعلم لديه مسؤولية تربوية وتعليمية تجاه طُلابه، والوالدان لديهما مسؤولية تربوية لأطفالهما، لذا لا يقع خطأ التنشئة فقط على الأجهزة، بل هي عوامل مساعدة ولها جانب نافع أيضًا لن ننكره، فعلينا دائمًا أن نتعامل مع التكنولوجيا الحديثة على أنها ليست المدمر الأول الكامل للمجتمع، لكنها سلاح ذو حدين، وعلينا تعلم كيفية التعامل معها.
مؤلف كتاب التلفزيون وتربية الأطفال
الدكتور ديفيد إنجلاند: هو أستاذ المناهج في جامعة ولاية لويزيانا، واشتهرت بحوثه العلمية ومقالاته الهادفة في مجال الأطفال والتلفزيون، وعمل مستشارًا في مجال الأطفال والتلفزيون لكثير من الهيئات والمؤسسات، وهو عضو في المجلس الوطني الأمريكي الخاص بوسائل الاتصال والإعلام، وعمل مستشارًا للعديد من الجهات المهتمة بالتربية والأطفال، وله إسهامات في مجال تخصُّصه العام، وهو تدريس اللغة الإنجليزية عن طريق القيام بنشاطات ومعسكرات للأطفال.
معلومات عن المترجم:
الدكتور محمد عبد العليم مرسي: هو أستاذ التربية، بقسم التربية، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية بالرياض، وله عدة مؤلفات منها: “التربية ومشكلات المجتمع في دول الخليج العربية”، و”المعلم والمناهج وطرق التدريس”، وله عدة ترجمات منها: “التربية في ألمانيا الغربية، نزوع نحو التفوق والامتياز” لكاتبيه باربارا لينجنز، وهانز ج لينجنز، و”التربية في اليابان المعاصرة” لكاتبه إدوارد ر. بوشامب.