التعليم وأهميته
التعليم وأهميته
إن الدماغ البشري معجزةٌ حقيقية؛ يتكوَّن من أكثر من مئة مليار خلية بينها تريليونات من الوصلات العصبية، وهو ما نعتمد عليه في تعلُّمنا وإنجازنا لمختلف المهمات، فعندما نتعلم معلومةً جديدة تنشأ وصلة عصبية جديدة بين خليتين، وبمراجعة المعلومة وتكرارها تصبح تلك الوصلة أقوى فنستطيع تذكر المعلومة واستحضارها بشكل أسهل حين نحتاجها.
ولأدمغتنا نمطان مختلفان في التعلم: نمط التركيز ونمط التشتت؛ نمط التركيز هو المتمثل في تركيزنا على حل مسألة رياضية معينة مثلًا، فننشغل بها بشكلٍ كامل لنفهمها ونتمكن من حلها، أما نمط التشتت فهو ذلك النمط الذي لا نتحكم فيه بأفكارنا وإنما تقفز أفكار كثيرة مختلفة إلى رؤوسنا، كما يحدث قُبيل النوم مثلًا. وإن فهمنا لأدمغتنا ولكيفية تعلمنا من شأنه أن يساعدنا كثيرًا على رحلتنا مع التعليم والتعلم.
والسؤال الآن: ما التعليم؟ تتعدَّد التعريفات وتتنوَّع، وتعرِّفه المؤلفة هنا بأنه عمليةٌ يؤديها المعلم ليطور مهارات الطالب ويرسخ فيه قيمًا ويزيد من معلوماته، وهذه العناصر الثلاثة لا يكتمل دور المعلم ولا يكون متقنًا إلا باجتماعها، والتعليم ليس علمًا جامدًا أو ثابتًا بقدر ما هو فنٌّ يمارسه المعلمون ويبتكرون فيه بحسب حاجات طلابهم ليحقِّقوا نفعًا وتميزًا.
وفوائد التعليم ومنافعه واسعة، فعلى المستوى الفردي يكتسب المرء المعرفة التي تمكِّنه من مواجهة تحديات الحياة، ويصبح أكثر قدرةً على التأقلم مع المتغيرات المختلفة، وتكون له استقلالية في التفكير واتخاذ القرارات، كما يزداد تقديره لنفسه، وعلى مستوى المجتمع نجد المجتمع المتعلم قويًّا متسلحًا بسلاح العلم، ونجد فيه نموًّا اقتصاديًّا واجتماعيًّا وحياةً كريمة لأبنائه، ومع ذلك يواجه تطوير التعليم عوائق وتحدياتٍ كثيرةٍ في المجتمعات المختلفة، مثل قلة الكفاءات المناسبة لإدارة العملية التعليمية والاستعانة بغير المتخصصين أو غير المؤهلين في ذلك، وضعف الإمكانات المادية اللازمة لتطوير المؤسسات التعليمية ولتوفير الأدوات المناسبة، وغياب المناخ المناسب للتعلم بسبب انتشار الفقر أو الجهل، أو صعوبة وصول الطلاب إلى المؤسسات التعليمية.
الفكرة من كتاب رحلة التعليم والتعلم الذاتي
لا يخفى على أحدٍ ما للتعليم من أثرٍ في تقدم الأمم والمجتمعات أو تأخرها، ولا ينكر أحدٌ ما للتعلم الذاتي من أهمية وفائدة إضافةً إلى توافر مصادره وسهولة الوصول إليها في هذا العصر؛ وانطلاقًا من هذا يحدثنا الكتاب عن أساليب مختلفة ومتنوعة للتعليم بعيدًا عن أسلوب التلقين التقليدي وأكثر فاعلية منه، ويحدثنا عن التعلم الذاتي وخصائصه والمهارات اللازمة له وبعض مصادره أيضًا.
مؤلف كتاب رحلة التعليم والتعلم الذاتي
مريم بنت محمد العرفج الغامدي: معلمة بالمملكة العربية السعودية، تحب التعليم والتعلم، ومهتمة بالتعلم الذاتي، ولها كتاب آخر عنوانه “خبراتي وتجاربي في التعليم”.