التعليم المنزلي
الأصل إن التعليم بيكون في البيت مش المدرسة.
ودي كانت البداية فعلًا، واللي اتبنى عليها المدارس، والتعليم بشكل نظامي.
تاريخ التعليم المنزلي بيرجع لناس زي أفلاطون وأرسطو.
وفيه أمم وشعوب كاملة مراحتش المدرسة، واتعلمت في المنزل.
وفيه أسماء مهمة في التاريخ متعلمتش في المدرسة؛ زي دافنشي، وجراهام بيل وغيرهم.
فالتعليم المنزلي مش ظاهرة جديدة، ولا حركة مهمشة.
بل هو نمط تعليمي أقدم بكتير من التعليم في المدارس العامة.
وبالتالي لما كبرت أخطاء التعليم النظامي؛ ظهرت حركات بتطالب بالاعتراف بالتعليم المنزلي، وعودته مرة تانية.
وهو ما كان.
ولذلك بلاد أوروبية كتير خلال القرن التاسع عشر والعشرين اعترفت بالتعليم المنزلي كنمط تعليمي بديل عن التعليم الرسمي أو الخاص.
* المقصود بالتعليم المنزلي:
التعليم المنزلي هو الذي يتلقاه الطالب/ أو الطالبة في المنزل، وليس المدرسة، ويقوم بتعليمه والداه أو أحدهما أو شخص آخر مؤهل من الإخوة أو الأقارب أو الجيران أو المدرس الخصوصي.
وبيقتصر على التعليم العام أو الخاص، من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية.
على أن تؤدي الاختبارات المطلوبة في المدرسة؛ اللي بتتولى بدورها تنظيم الاختبارات والإشراف عليها وإظهار النتايج النهائية وبتقرر نجاح الطالب من عدمه.
وفيه تعريف قريب: (وهو إن التعليم المنزلي تعليم بديل للتعليم التقليدي، حيث يتحمل الأبوين مسؤولية تعليم أولادهم بدل تركهم للمؤسسات).
وبيكون عمر الطالب بيتراوح بين 5 سنين إلى 17 سنة.
وممكن يشترك جزئيًا في المدرسة.
وبتكون المصادر اللي بيتعلم منها متعددة؛ زي الكتب والمتاحف والرحلات والمكتبات وغيرها.
* ومن أهم الشروط اللي يمكن الأخذ بيها: أن يكون الأبوين أو أحدهما لديه تعليم لا يقل عن المستوى الجامعي، أو أحدهما لديه مؤهل تربوي في التعليم، ويجتاز الاختبار المخصص لدا من الوزارة.
* في مصر مثلًا: لو دا حصل، هيخفف العبء على المدرسة التقليدية، وهيشرك الآباء والأمهات في العملية التعليمية بشكل عملي، وهيحافظ على الأطفال من تلقي السلوك السلبي اللي ممكن يكتسبوه من أقرانهم في المدرسة.
بل ممكن يكون حل مناسب في حال مواجهة الدولة لظروف طارئة: زي الوباء اللي بنمر بيه حاليًا.
وممكن يكون مناسب كمان للطلاب اللي بيقابلوا مخاطر في الذهاب للمدارس، وللطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
* بيقوم التعليم المنزلي على بعض الفلسفات التربوية:
زي: تمرير الثقافة، والتراث من جيل لجيل.
وإن سلطة التعليم مش في إيد المدرس، بل الوالدين اللي بيخططوا المنهج، وينظموا عملية التعليم، وإن الكتب الدراسية بتلعب دور الدعامة الأساسية للمنهج.
أسباب التوجه إلى التعليم المنزلي:
* واللي بيختار التعليم المنزلي بيكون بسبب أمور؛ زي:
1. سوء المدارس الإلزامية؛ اللي بتطور الطلاب بشكل سلبي.
2. غياب الدين فيها أو إهماله.
3. إهمال القيم الأسرية والتربوية في المدارس، أو تبنيها لقيم وأخلاقيات مضادة للقيم اللي الأهل عاوزين يزرعوها في نفوس أولادهم.
4. أو بسبب وجود طلاب ذوي احتياجات خاصة، أو موهوبين: بيحتاجوا معاملة خاصة.
والمدارس مبتسمحش بالنمو الصحي، ولا عندها مبدأ لوجود الفروق الفردية.
يعني الأهل مش بس عاوزين يحموا أولادهم من الثقافة والقيم المضادة.
بل يرغبوا في تنشئتهم تنشئة إيجابية، ويزرعوا فيهم قيم وأخلاقيات محمودة.
مميزات التعليم المنزلي:
* وللتعليم المنزلي مميزات، زي:
– إنه أبعد من كونه مدرسة، بل هو أسلوب حياة متكامل.
ودا لأن الأبوين بيقضوا مع الأبناء أغلب الأوقات من خلال ممارسة الحياة الطبيعية واليومية واللعب والتنزه والتعلم فبقت فيه فرصة كبيرة للتفاعل والتفاهم والاحتكاك بين الأسر والأبناء.
– كمان التعليم بيكون فيه من فرد لفرد.
أحد أبناء العائلة يعني والمعلم (سواء كان أحد الوالدين أو الأقارب أو معلم خاص).
ودا بيعطي للتعليم قيمة إيجابية وفعالية، عكس ما بيحصل في الفصل الدراسي المزدحم.
– كمان بيئة التعليم بالمنزل أكثر أمنًا وأمانًا.
وأكثر كفاءة في استغلال وإدارة الوقت.
إلا أنه رغم المميزات دي، فليه عيوب؛ زي:
إن الطفل بيعيش من واقعه الذاتي فقط، وبيفتقد للمشاركة وممارسة الاعتماد المتبادل، وبتغيب روح التطوع عنده.
كمان العائلة هي اللي بتتحمل الأعباء المادية للتعليم كلها من أدوات ووسائل تعليمية وشراء للمناهج، وبالتالي دا بيكون عبء كبير عليهم، وخصوصًا لو فيه أكثر من طفل.
وفي جميع الحالات، على الوالدين اختيار المناسب لأولادهم، بما يناسب قدراتهم ومهاراتهم، وبما يناسب قدراتهم هما كمان على تلبية احتياجات أطفالهم ومدى قدرتهم على الالتزام بعملية التعليم المنزلي وتحمل أعبائها.
وبس كدا.
سلام.