التعقيدات البشرية
التعقيدات البشرية
كان من الممكن أن يكون تعلم الآلة من الإنسان سهلًا إذا كان عقلانيًّا بشكل كامل، وكان يمكننا بسهولة بناء آلات ذكية مثالية لمساعدة البشر، لكن البشر أعقد من ذلك.
من جملة تلك التعقيدات أن البشر مختلفون، وسيكون تعلم التفضيلات معقدًا صعبًا، فللبشر ثقافات مختلفة، والأفراد داخل الثقافة الواحدة مختلفون، وقيمهم مختلفة، فلا يمكن أن يكون هناك نظام قِيَمي واحد للآلة، بل لا بد من أن تتضمن الآلة هذا التباين مع مرونة تطويعها بما يتناسب مع كل شخص.
بجانب الاختلاف هناك التعدد، فلكل إنسان تفضيلاته، لذا ستحتاج الآلة إلى إجراء التفضيل بين تفضيلات البشر المختلفين، ومن المستحيل تحقيق تفضيلات الجميع، وتحقيق تفضيل كل شخص ستكون له تبعات على البقية، فالآلة بهذا الشكل يمكن أن تتجاهل بقية البشر وتهتم بصاحبها فقط، وهذا ربما يضر بالآخرين أو يؤذيهم من أجل تحقيق تفضيلات صاحبها، لذلك وجب أن تتضمن الآلات تفضيلات البشر الآخرين وأخذها في الاعتبار.
ومن جملة التعقيدات وجود العاطفة، فالبشر يتصرفون بِناءً على تقلبات العاطفة، وربما يتصرفون بطرائق متعارضة ومتناقضة مع تفضيلاتهم، فالعاطفة ربما تدفعنا إلى فعل أمور عقلانية، وربما غير عقلانية، لذلك وجب أن تتضمن الآلات تحليلًا للتفضيلات العاطفية، وتعلم الكثير عن عاطفة البشر، فسيمكّنها ذلك من فَهم أعمق وأفضل للسلوك الإنساني. والبشر على الأغلب لا يعرفون ما يريدون، ويدخل في اختيارهم الخطأ وعدم اليقين، لذلك وجب أن يكون عدم اليقين مضَمّنًا في الآلات، وتكون هناك مساحة للاحتمالات في السلوك والتفضيلات.
الفكرة من كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
في منتصف القرن الفائت حاولنا تقليد الذكاء البشري ومضاهاته وصنع آلات تماثله، والآن، أصبح الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية مظهرًا من مظاهر حضارتنا الصناعية، وكل الشركات في وقتنا الحالي تسعى إلى السيطرة على هذا المجال. سيهيمن هذا المجال على مستقبلنا بكل تأكيد، وسيتخطى الذكاءُ الاصطناعي مقدرةَ البشر، وهناك احتمال أن يتحكم في اختياراتنا وقراراتنا، فماذا سنفعل إذا حدث هذا في المستقبل؟
من الممكن أن يكون هذا الحدث هو آخر الأحداث البشرية، ومعه ستُمحى الحضارة التي استمرت لآلاف السنين، لذا يجب أن نخطط حتى لا تحدث السيطرة من قِبل الآلات، ونحتاج في هذا التخطيط إلى الإجابة عن جملة من الأسئلة وهي: ما الذكاء؟ وما المشكلات التي ستنجم عن غرس الذكاء في الآلات؟ وماذا يمكننا أن نفعل لتجنب تلك المشكلات؟
يجيب الكتاب عن هذه الأسئلة، ويقدم إلينا طريقة جديدة للنظر إلى الذكاء الاصطناعي، حتى تبقى الآلات في خدمة البشرية.
مؤلف كتاب ذكاء اصطناعي متوافق مع البشر: حتى لا تفرض الآلات سيطرتها على العالم
ستيوارت راسل : أستاذ علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة كاليفورنيا، عمل في منصب نائب رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي وعلم الروبوتات الذي يتبع المنتدى الاقتصادي العالمي، وعمل في الأمم المتحدة مستشارًا للحد من التسلح.
من مؤلفاته:
الذكاء الاصطناعي: مقاربة حديثة.
معلومات عن المترجم:
مصطفى محمد فؤاد: تخرج في جامعة عين شمس في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن، وعمل في “دار الفاروق للاستثمارات الثقافية” ووصل فيها إلى منصب نائب رئيس الترجمة، وهو الآن مراجع أول لدى “مؤسسة هنداوي”.
أسامة إسماعيل عبد العليم: تخرج في جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، وعمل مترجمًا لدى شركة “المسافر” التي تتبع مجموعة “سيرا”، وانتقل بعد ذلك إلى شركة “نجوى”، وعمل مترجمًا فوريًّا مع عديد من الجهات والمنظمات الدولية والمحلية، وهو حاليًّا مترجم أول لدى “مؤسسة هنداوي”.