التعرف على الثقافات الأخرى
التعرف على الثقافات الأخرى
هل حقًّا يستطيع أبناء ثقافة معينة الإحاطة بمعرفة الثقافات الأخرى؟ يصعب على كلٍّ من الغرب أو الشرق أن يُكَوّن أحدهما معرفة وثقافة عن الآخر، بسبب ما بينهما من عدم سلام وتوتر حاصل، فالمعرفة كما عند “بيكون” لها أصنامها التي ينبغي تحطيمها، والعالم الخارجي هو انعكاس للعقل البشري كما قال تلميذه “فيكو”، والمعرفة عنده لا تزيد على ما قد أتى به البشر، وبعد “نيتشه” تضيق احتمالات المعرفة الموضوعية ما دامت ترتبط بما هو بعيد أجنبي، وذلك التيار متشكك غير متيقن من المعارف في ما يخص الثقافات الأخرى.
وفي مقابل هذا التيار يوجد التيار المتفائل من دارسي الشرق في الغرب ودارسي الغرب في الشرق، فهم يبدون كثيرًا من الثقة إزاء ما يعرفونه عن الآخر، وهذا ما كان واقعًا مع المستشرقين الأوائل في أوربا، فهم في دراستهم الشرق لا يساورهم الشك أو النقد فيما يقولونه، بل يرونه معرفة حقة. وخلف اليقين والغطرسة العملية للباحث الغربي والأمريكي، نجد سلطة كامنة في ما ينقله، سلطة تجعل دارسي الشرق لا يتقبلون أي طعن أو تشكيك في ما يقولونه.
وقد تحول ذلك البحث الأكاديمي إلى سوق لها روادها وأرباحها، فلا يهم الباحث أو المستشرق الوعي المنهجي، ولا يسأله أحد عما يفعله، ما دام هناك زبائن لما ينتجه من أخبار ودراسات، فالمادة الإخبارية أو الدراسات الخاصة بالشرق هي الأهم على حساب الإقليم والبشر المقيمين فيه، فهو مجرد سلعة دون أخذه كأحد طرفي الحوار والنقاش.
الفكرة من كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إذا نظرت إلى تغطيات إحدى الصحف الأمريكية أو الأوربية لأي حادثة تخص الشرق أو الإسلام، تجد قوالب جاهزة مكررة، من ذكر الحدود الشرعية أو الجهاد أو الارتباط بين الإسلام والإرهاب. فهل تلك التغطيات صحيحة؟ وما العلاقة التي تربط بين الشرق والغرب؟
يناقش كتابنا المواقف الغربية والأمريكية بالخصوص إزاء الشرق والعالم الإسلامي، والعلاقات التي تربط بين الشرق والغرب، والصور المستعملة لمصطلح الإسلام في الغرب.
مؤلف كتاب تغطية الإسلام: كيف تتحكم أجهزة الإعلام ويتحكم الخبراء في رؤيتنا لسائر بلدان العالم؟
إدوارد سعيد: المفكر الفلسطيني الأمريكي والناقد الشهير، من أهم عشرة مفكرين في القرن العشرين، وقد عرف بصوته الأقوى في الدفاع عن القضية الفلسطينية، حصل على الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة هارفارد، وعمل محاضرًا للأدب المقارن في عديد من الجامعات الأمريكية مثل “هارفارد” و”كولومبيا”، كانت حياته حافلة بالإبداع والفكر، كرّسها لخدمة وطنه الأول فلسطين، وقد كان دائمًا يؤكد على هُويته العربية رغم انتمائه الأمريكي.
من مؤلفاته:
الاستشراق.
المسألة الفلسطينية.
المثقف والسلطة.
الثقافة الإمبريالية.
معلومات عن المترجم:
محمد عناني: مبدع مصري يتسم بالموسوعية، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، وله أعمال كبيرة في الترجمة حتى استحق بها لقب “شيخ المترجمين”، حصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة، والماجستير من جامعة لندن، ثم درجة الدكتوراه من جامعة ريدنج، وعمل محاضرًا للغة الإنجليزية في جامعة القاهرة ثم رئيسًا للقسم، ونال عديدًا من الجوائز العربية والمصرية في الآداب والفنون والترجمة، ومن أعماله:
ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي.
الفردوس المفقود.
ريتشارد الثاني.