التعبير العاطفي والحيوية
التعبير العاطفي والحيوية
بعد أن عرّفت نفسك فكريًّا ننتقل إلى العنصر الرابع وهو الكشف عن الذات، وفيه تعبر عن نفسك عاطفيًّا، وهو شيء في غاية الفاعلية في العلاقات، إذ يجعل الطرف الآخر يشعر بالارتياح لمعرفته معلومات عنك وأشياء خاصة بك، كما أنه يتحكم في قوة العلاقة وتوطيدها، ولفعل هذا عليك معرفة ثلاثة أشياء، هي: كيفية كشف الذات، وأسلوب فعله، ومحتوى الحديث.
وللتعبير عن الذات غالبًا ما تبدأ المحادثات بعرض المعلومات الشخصية، كالاسم ومحل الإقامة والوظيفة، ثم بعدها يبدأ كل شخص بالتعبير عن ذاته ليفتح قنوات للاتصال فيعبر عن خبراته وأحلامه وطموحاته، ويجب أن يوجد تكافؤ في ما يكشفه كل شخص عن نفسه.
أما عن أسلوب فعل هذا، فنجد أن ثمة أساليب مختلفة، منها: الأسلوب الأول: أن تترك الفرصة للآخر ليستكشفك ويعرف معلومات عنك بتوجيه الأسئلة، والأسلوب الثاني: التفاخر وانتهاز الفرص لعرض أجندة بالمميزات والصفات الجيدة، والأسلوب الثالث: استخدام الجمل الاعتراضية والإطالة في التفاصيل لكشف الذات. أما عن المحتوى الذي تعرضه، فيمكن عرض عديد من المعلومات، ولكن في الوقت المناسب، مثل التحدث عن الأشياء التي تحبها كالموسيقى أو السفر، أو التحدث عن بعض نقاط الضعف أو أحد الأخطاء بطريقة الدعابة، وفكر قبل أن تعرض أية معلومة شخصية عنك، وتجنب الشكوى والحديث عن المواضيع الشخصية الحساسة والمشكلات الحالية في حياتك، فهذا لا يناسب المقابلة الأولى.
وبعد التحدث عن مناقشة الأمور فكريًّا أو عاطفيًّا يأتي العنصر الخامس وهو حيوية المحادثة، غالبًا ما يكون شعور الحيوية في المحادثة الأولى سطحيًّا، ولكن باتباع بعض الخطوات والتحكم في الطاقة التي تبذلها يمكن تعزيزه وتحقيق الانسجام والتوازن مع الطرف الآخر.
أما الطاقة التي تبذلها فتتعلق بمقدار تحدثك وما إن كنت تعطي للطرف الآخر فرصة للتحدث أم تستحوذ على الحوار، لأنك تبدو إيجابيًّا إذا أعطيت للآخر فرصته للتحدث، وكذلك مقدار السرعة التي تتحدث بها، فكن على وعي بمدى سرعة الآخر ولاحظ إن كان غير مرتاح عندما لا تواكب سرعته، بالإضافة إلى شدة الصوت، وهي مدى علو صوتك أو انخفاضه، فحاول أن تعدله بما يتناسب مع الآخر.
الفكرة من كتاب الانطباعات الأولى: ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
كثيرًا ما تجمعنا المواقف بأشخاص نشعر تجاههم بالإعجاب ونهتم بهم، ونود لو نعمل معهم أو نخالطهم أكثر، ولعل السبب في ذلك هو الانطباع الأول الجيد الذي أخذناه عنهم.
إن الانطباع الأول أمر في غاية الأهمية، فهو يحدد نظرة الناس إلينا، وقرارهم في ما إذا كانوا سيتقربون منا أكثر أم سينفرون منا، وعلى الرغم من أن الانطباعات الأولى قد تكون زائلة، فقد تؤثر في حياتنا، لأنها تربطنا أو تذكرنا دائمًا بالأشخاص.
غالبًا ما يتساءل أكثر الناس عن الطريقة التي يراها بهم الآخرون وما إذا كانوا يرغبون في التحدث معهم مجددًا أم لا، في هذا الكتاب سنجيب عن هذه الأسئلة من خلال التحدث عن كيفية تكوّن الانطباع الأول، وكيفية تكوّن انطباع أول مثالي عند الآخرين، وطريقة تعديل أسلوبنا لترك انطباع جيد.
مؤلف كتاب الانطباعات الأولى: ما لا تعرفه عن الطريقة التي يراك بها الآخرون
آن ديماري وفاليري وايت: هما مؤسستا شركة first impression inc، وهي شركة تعمل على مساعدة العملاء على فهم الطريقة التي يفهمهم بها الآخرون في المواقف المختلفة، كما تساعد القادة ومديري الشركات على فهم مهارات القيادة.