التعامل مع غضب الآخرين
التعامل مع غضب الآخرين
عندما تتمكن من إدارة الغضب مع نفسك ستتمكن من التعامل مع غضب الآخرين، إذ تتعلم خلال التجربة ماذا تفعل عند الغضب وما يفيد وما لا يفيد عند الشعور به، فتستطيع التعامل مع الآخرين.
ماذا تفعل عند مواجهة نوبة غضب من شخص آخر؟ وماذا يكون هدفك وقتها؟
عند مواجهة موجة غضب شخص آخر يكون الهدف الأساسي هو محاولة تأجيل الصراع، والمحافظة على هدوئك، وحماية نفسك إذا كان سلوكه عدوانيًّا، ويمكنك فعل ذلك عن طريق استخدام الحوار الإيجابي مع الذات، ومراجعة لغة الجسد، والاعتراف بمشاعر الغضب، والتعبير عن مشاعرك وخوفك، والإنصات لما يقال، واستخدام عبارات للصلح.
والحوار الإيجابي مع الذات هو أن تخاطب نفسك عند التعرض للغضب حتى لا تكون استجابتك استجابة دفاعية أو ثورة على الآخر، وكن مدركًا أن النقاشات الغاضبة لا تحل الخلافات، وأن القرارات المفيدة لا تُتخذ عند الغضب، أما عن لغة الجسد فتأكد أن بينكما مسافة كافية فلا تكون عرضة للتهديد، وحاول أن يكون جسمك في حالة استرخاء لكنه يقظ، أما عن التعبير عن مشاعرك وخوفك فيساعدك هذا على التخلص من التوتر، ويجب عرض مشاعرك بطريقة لا تتهم فيها الآخر بأنه المسبب لهذه المشاعر، بالإضافة إلى استخدام إشارات للصلح كعبارات اعتذار أو ندم أو الوصول إلى حل وسط.
ثم بعد انتهاء نوبة غضب الشخص الآخر، إذا كان الشخص ذا شأن بالنسبة إليك فعليك الرجوع إلى نقطة الخلاف ومحاولة إصلاح الخطأ، مع منع الغضب مرة أخرى، وقبل أن تفعل ذلك عليك التخلص من توترك الجسدي الناتج عن الموقف، ومن الممكن أن تتحدث مع شخص تثق به عن الموقف، شخص يحترم مشاعرك وتتمكن من شرح أفكارك أمامه، وجهز ما تريد أن تقوله وتدرب عليه، حاول أن تبدأ أنت النقاش ولا تنتظر الطرف الآخر، وعندما يبدأ الحديث كن مستعدًّا لأي رد فعل دفاعي، واطلب منه توضيحًا لأي انتقاد قد يكون وجهه إليك عند غضبه.
الفكرة من كتاب إدارة الغضب: أبسط الخطوات للتعامل مع الإحباط والتهديد
لقد صُوِّر الغضب في عقولنا على أنه شعور سيئ لا يصح التعبير عنه، بل علينا أن نحتفظ دائمًا بهدوئنا ونتسامح ونعفو، وقد ارتبط الغضب في عقولنا بالأذى والتدمير والهمجية، فلم يذكر لنا أحد الطبيعة الإيجابية للغضب وأهمية حسن إدارته والتعبير عنه، عندها سيكون الغضب قوة محفزة تدفعنا إلى البناء الفعال.
تختلف أحوال الناس عند الغضب، فمنهم من يعجزون عن الشعور بالغضب حتى عندما يتطلّب الأمر هذا فيضيّعون حقوقهم، وآخرون يكبتون غضبهم ثم ينفجرون في أي وقت، وآخرون يصابون بالاكتئاب، وبعضهم يفرغ طاقة الغضب في أقرب الناس إليه.
إن هذا الكتاب سيساعدك على حسن إدارة هذه العاطفة، والتعامل معها وفق ما يسمى بـ”الغضب الحاسم” الذي يتسم بأنه حاسم، وغير عنيف، وأخلاقي، ومسؤول، وله هدف، فهذا الكتاب يتحدث عن فهم طبيعة الغضب، وكيفية إدارته، وكيف نتعامل مع غضب الآخرين، وكيف نتقي الغضب المدمر.
مؤلف كتاب إدارة الغضب: أبسط الخطوات للتعامل مع الإحباط والتهديد
جيل لندنفيلد : طبيبة نفسية وكاتبة، وضمن مدربي التطوير الشخصي الرائدين، ألفت ثمانية من الكتب الأكثر مبيعًا على مستوى العالم، وقد اشتهرت بتقنيات المساعدة الذاتية المبتكرة والعلمية.
من أشهر مؤلفاتها:
طرق مختصرة للاحتفاظ بهدوئك.
الثقة العاطفية.
تحفيز الذات.