التعامل مع النفس.. أيهما يحكم العاطفة أم العقل
التعامل مع النفس.. أيهما يحكم العاطفة أم العقل
يحدثنا جبران خليل جبران أن النفس سفينة، والعقل والعاطفة هما سكانها وشراعها وهي سائرة في بحر هذا العالم؛ فإذا انكسر سكان النفس أو تمزق شراعها، فإنها لا تستطيع أن تتابع سيرها مطمئنة، بل إنها إما أن ترغم على الاستسلام إلى الأمواج تلاطمها وتتقاذفها يمنة ويسرة، وإما تلقى مرساتها فتقف ساكنة عديمة الحركة في وسط البحر.
ويضيف الكاتب أن على الإنسان أن يجعل نفسه تسمو بعقله إلى مستوى أهوائه، وأن يكون العقل قائدًا لها، وحينئذٍ يرى منها ما يطربه ويشرح له صدره، فيقول: “ليكن لك من عقلك دليل وقائد لأهوائك، كي تعيش أهواؤك في كل يوم بعد موتها، وتنهض كالعنقاء متسامية فوق رمادها”.
لذا على الإنسان أن يعنَى بالعقل والهوى عنايته بزائرين عزيزين عليه؛ فإنه- ولا شك- إن أكرم واحدًا أكثر من الثاني؛ فسيخسر محبة الاثنين وثقتهما.
الفكرة من كتاب النبي
يعدُّ كتاب “النبي” أشهر كُتب جبران الذي كتبه بالإنجليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغةً، وهو درة ما كتبه وخلاصة ما توصَّلَ إليه، وعصارة تجارِبه الذاتية ونظرته الحياتية؛ فهو يحوي خلاصة آراء جبران في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والموت واللذة والجمال والشرائع وغيرها، لذا فقد اعتبر جبران كتابه هذا «ولادتَه الثانية» التي ظلَّ ينتظرها ألف عام.
وقد روى رسالته على لسان نبي سمي “المصطفى”.
رسالة هذا النبي رسالة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود أن الروح تتعطش للعودة إلى مصدرها، وأن الحب جوهر الحياة.
وقد عبر جبران في هذه الرسالة عن آرائه في الحياة من خلال معالجته للعلاقات الإنسانية التي تربط الإنسان بالإنسان.
مؤلف كتاب النبي
جبران خليل جبران، شاعر وكاتب ورسام عربي لبناني، وُلد في السادس من يناير (كانون الثاني) عام 1883م في بلدة بشري في شمال لبنان ونشأ فقيرًا.. لم يتلقَّ “جبران” التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان. هاجر صبيًّا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ليدرس الأدب وليبدأ مسيرته الأدبية والكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
امتاز أسلوب جبران بالرومانسية، ويعدُّ من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري.
من أهم مؤلفاته:
الأرواح المتمردة.
دمعة وابتسامة.
مناجاة أرواح.
الأجنحة المتكسرة.
المواكب.
حديقة النبي.
أرباب الأرض وغيرها من المؤلفات.
توفي جبران خليل جبران في نيويورك في 10 أبريل (نيسان) عام 1931، أي عن عمر ناهز الـ 48 عامًا، بسبب مرض السل وتليف الكبد، وقد تمنى جبران أن يدفن في لبنان، وتحققت أمنيته في 1932، حيث نقل رفاته إليه، ودفن هناك فيما يُعرَف الآن باسم “متحف جبران”.