التعامل مع السلوكيات الخاطئة
التعامل مع السلوكيات الخاطئة
عندما يخطئ أحد الأبناء ماذا تفعل؟ عندما نسأل الآباء والأمهات هذا السؤال تكون الإجابة: الحقيقة أننا نشعر بالانزعاج والغضب ونعاقب أحيانًا ونحاول تصحيح الخطأ، هذا ما يفعله الجميع عندما يقوم الطفل بتصرف خطأ، لكن السؤال هنا كان: ماذا نفعل عندما يخطئ الولد لا بماذا نشعر، والفرق شاسع بين الاثنين، فنحن عندما يخطئ الولد نتعامل مع شخصيته هو لا مع السلوك الخطأ الذي نود تعديله، والصواب هو أن نتعامل مع السلوك نفسه لأن الشخص ليس سلوكه بالضرورة، فقد يفعل السلوك الخطأ، ولكنه ليس خطاءً، وحين نفصل الشخص عن سلوكه السلبي وقتها يمكننا أن نوجِّه الإيجابيات نحو السلوك السلبي لتصحيحه.
أما استراتيجيات تصحيح الأخطاء والتعامل معها فجميع الأبناء يخطئون، لكنَّ لكل خطأ تعاملًا مختلفًا، وإليك بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على التعامل مع الخطأ في التربية الفعالة، وأولاها التركيز على الفعل الخطأ نفسه، وفصله عن الشخص، فالمرء ليس سلوكه، ثم تحديد وتقييم درجة الخطأ، فإن كان بسيطًا فمن الأفضل تجاوزه والعفو عنه لأن التركيز عليه قد يضر أكثر مما يفيد.
وبعد تقييم الخطأ يأتي دور قياس مدى تعمُّده فعل ذلك الخطأ، فإن كان غير متعمِّد فالأفضل هو أن تسامحه فربما يكون غير مقصود، على سبيل المثال: عندما يتشاجر الأبناء بسبب أمور سخيفة يكون غالبًا القصد الإيجابي وراء الشجار ليس العنف وإنما هو الطاقة الهائلة التي بداخلهم التي تحتاج إلى تفريغ ولم تجد المتنفس في الرياضة أو النشاطات المتنوعة فيبحثون عن سلوك يفرغون طاقتهم فيه، ثم دور الفهم ومعرفة دافعهم من ذلك الفعل الخطأ، فقد يكون قصده ودافعه إيجابيين من خلال السلوك الخطأ، ذلك أن أكبر معلم للإنسان هو الأخطاء شرط أن يتعلم درسًا جديدًا منها، وأن يخطئ الطفل ويتعلم خير له ليتعلَّم الدرس بنفسه.
الفكرة من كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
أبناؤنا جواهر نستطيع تشكيلها بسهولة من الصغر، لكننا بدلًا من أن نتعامل معهم بعناية كالصاغة نستخدم أساليب الحدادين وعضلاتنا معهم.. يأتي هذا الكتاب ليعلِّمنا أدوات صياغة الأبناء، إذ يقدم مجموعة إضاءات مهمة ونصائح تطبيقية في طرائق التربية الفعالة والحديثة، مقارنًا بين الوسائل القديمة للتربية التي يشبِّهها بطرق الحدادين وبين الوسائل والأدوات الحديثة من حيث السلبيات والإيجابيات في كلٍّ منها.
مؤلف كتاب أبناؤنا جواهر ولكننا حدادون
مسلم تسابحجي: طبيب بشري تخرَّج في كلية الطب جامعة دمشق، ونال إجازة في الشريعة الإسلامية من الجامعة نفسها، كما حصل على دبلوم التأهيل التربوي، ويعمل بمجال التدريب والاستشارات التربوية النفسية والاجتماعية، وهو مدرب معتمد في البرمجة اللغوية العصبية.