التعامل مع الرفض والانتقادات
التعامل مع الرفض والانتقادات
الانتقادات والرفض من الأمور الطبيعية التي نواجهها في أي لحظة من لحظات حياتنا، مثلها مثل المزاج السيئ والمشاعر الانفعالية، وبالرغم من تعرضنا جميعًا لها لم يعلمنا أحد كيفية التعامل معها واستغلالها لتعزيز حياتنا، بدلًا من تركها تدمر تقديرنا لذواتنا، فهدفنا مع الانتقادات ليس التخلص منها، لأننا في النهاية مجبولون على الاهتمام بنظرة من حولنا والاهتمام بكيفية فهمهم لنا، ولهذا نحتاج إلى تعلم الأدوات التي ستمكننا من التعامل مع الانتقادات والاستفادة منها في بعض الحالات.
ومفتاح التعامل مع الانتقادات هو بناء القدرة على تحمل النقد عن طريق الإحساس بقيمتنا الذاتية، فمعرفتنا لذواتنا ستجعلنا قادرين على الانفتاح على الملاحظات التي يمكن أن تساعدنا على التقدم، إذ إنها تلفت أنظارنا إلى عيوبنا، وتجعلنا أيضًا نميز الملاحظات السلبية من الملاحظات الإيجابية، فنتجاهلها لمعرفتنا أنها ملاحظات تعكس قيم الآخرين فقط وليس قيمنا، لأن الانتقادات تنبع من ميلنا -نحن البشر- إلى انتقاد من حولنا وفقًا لقواعد حياتنا الخاصة التي نحاول تطبيقها على جميع من حولنا، فكل إنسان له ما يستحسنه ويجعله فريدًا في أفكاره وآرائه، وبناءً على ذلك فنحن لسنا مضطرين إلى إرضاء الجميع طوال الوقت، وتكفينا معرفة قيمتنا الذاتية.
ولكي يصل الإنسان إلى قيمه الذاتية فعليه أن يسأل نفسه: “من أنا؟”، و”ماذا أريد أن أكون؟”، وسيتمكن من الإجابة عن هذين السؤالين من خلال تنمية وعيه بذاته عن طريق عدة أنشطة، ككتابة الملاحظات اليومية، أو الذهاب إلى المعالج النفسي، أو الحديث مع أصدقائه، أو الاستجابة لما تخبره به مشاعره وجسمه من احتياجات وتلبيتها، فهذه الأنشطة تساعد الفرد على تعلم المزيد عن نفسه.
ومما يساعد أيضًا على قبول الذات رسمُ لوحة لقبول الذات، وهي لوحة متخيلة عن الشكل الذي ستكون عليه حياتنا عندما نقبل أنفسنا، ونرسم تفاصيلها عن طريق الإجابة عن أسئلة عدة نطرحها على أنفسنا، مثل: “كيف ستبدو حياتي وأنا متقبل لذاتي؟”، و”ماذا سأفعل عندها بطريقة مختلفة؟”، و”ما الذي سأقول له نعم؟” و”ما الذي سأقول له لا؟”، و”ما الذي سأبذل فيه مجهودًا أكبر؟” و”ما الذي سأتخلى عنه؟”، و”كيف سأتكلم مع نفسي عندها؟” و”كيف سأتكلم مع الآخرين؟”، كلما أجبنا عن هذه الأسئلة بقدر أكبر من التفصيل، تَمَكَّنَّا من رسم صورة واضحة عن كيفية تطبيق مبدأ قبول الذات من خلال تغيير سلوكياتنا.
الفكرة من كتاب لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟ أدوات يومية من أجل تقلبات المزاج
يواجه كثيرون منا في الوقت الحالي الحياة دون أن تكون لديهم معرفة كافية بكيفية التواصل مع أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم، أو التواصل مع الآخرين والتعامل مع انتقاداتهم، مما يعرضهم لمشكلات نفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر وانحرافات المزاج، وبعض ممن يواجهون هذه المشكلات يتجهون إلى العلاج النفسي ليتفاجؤوا أن مشكلاتهم ليست بالضخامة التي يتصورونها، بل كلها يمكن حلها من خلال عدد من المهارات البسيطة التي مكنتهم من التعامل مع مشكلاتهم ومشاعرهم، لدرجة التعجب والتساؤل “لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟
وهو التساؤل الذي عَبَّر عنه كثير من مرتادي عيادة الطبيبة جولي سميث النفسية، فألَّفَت هذا الكتاب الذي يحمل عنوانه السؤال نفسه، ويحتوي على المهارات البسيطة التي أهلت من أتوا إليها لعلاج انحرافات مزاجهم وخوفهم، والتعامل مع الخوف والانتقادات الموجهة إليهم، واستطاعوا بها مواجهة الحياة بشكل أكفأ وأكثر فاعلية.
مؤلف كتاب لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟ أدوات يومية من أجل تقلبات المزاج
جولي سميث: طبيبة نفسية، لديها خبرة تزيد على العشر سنوات، اكتسبت شهرتها من خلال تقديمها نصائح حول العلاج النفسي عبر منصة Tiktok وغيرها من المنصات، وظهرت في كثير من البرامج كبرنامج GOOD MORNING BRITAIN، وتعمل مستشارة نفسية في برنامج LIFE HACKS على إذاعة BBC Radio 1، وصدر لها من الكتب حتى الآن:
جولي سميث: طبيبة نفسية، لديها خبرة تزيد على العشر سنوات، اكتسبت شهرتها من خلال تقديمها نصائح حول العلاج النفسي عبر منصة Tiktok وغيرها من المنصات، وظهرت في كثير من البرامج كبرنامج GOOD MORNING BRITAIN، وتعمل مستشارة نفسية في برنامج LIFE HACKS على إذاعة BBC Radio 1، وصدر لها من الكتب حتى الآن:
لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟
معلومات عن المترجم:
الحارث النبهان: مترجم سوري نقل عديدًا من الكتب والروايات الإنجليزية الشهيرة إلى اللغة العربية، ومن أشهر ترجماته:
فن اللا مبالاة.
قاعدة الثواني الخمس.
1984.