التعامل مع الجُناة
التعامل مع الجُناة
ينقسم خبراء علم النفس في تعاملاتهم مع الجناة إلى ثلاث مجموعات؛ مجموعة تهتم بالتعامل النفسي مع المشكلات الموجودة مُسبقًا ساعدت بصورة مباشرة أو غير مباشرة على الوصول إلى الجريمة، والمجموعة الثانية تقوم بتقديم الاستشارات للجاني للتغلُّب على العقبات التي يواجهها حاليًّا مثل الانتحار، والمجموعة الثالثة تهتم بمعرفة أنواع الخطر المستقبلي المحتمل التي يشكلها الجاني على نفسه وعلى المجتمع المحيط به.
يبدأ تقييم الجناة على هيئة تشخيص طبي لمشكلات المريض النفسية والاجتماعية، ويتم الأخذ في الاعتبار جميع جوانب حياة الجاني وتفاعلاته المختلفة لأن كل ذلك من الممكن أن يكون خيوطًا أسهمت في الوصول إلى الجريمة.
يهتم الخبراء كثيرًا باضطرابات الشخصية، ويعتبرونها عاملًا مهمًّا في التوصل إلى تشخيص كامل، ومن ضمن الاضطرابات المنتشرة اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ومن صفاته أن المصاب به يبدي تجاهلًا تامًّا لحقوق الآخرين، ويرتكب الكثير من السلوكيات المخالفة للقانون، ويتسم بالتهور والعدوانية مع عدم الشعور بالذنب مطلقًا، هذه الصفات تشكل خطرًا على من حوله لدرجة ارتكاب الجرائم في بعض الأحيان، مما يجعل من العلاج النفسي والسلوكي ضرورة قصوى.
هناك سجون تقريبًا في جميع الدول ولكن تختلف أهدافها، فهناك بلاد ترى في السجون تحسينًا لسلوك المساجين، بينما ترى بلاد أخرى أن السجون عقاب مناسب وحائل بين شرور المجرمين والمجتمع، لكن أيًّا كان الهدف يجب ألا تجعل السجون من المسجونين أشخاصًا أسوأ، ومن هنا ينطلق دور علماء النفس العاملين بالسجون للتوصل إلى أساليب عملية يتم التعرف من خلالها على الآثار التي تضر المسجون نفسيًّا واجتماعيًّا ومحاولة منع تلك الآثار، لكن ما التغيرات النفسية التي تحدث للسجناء نتيجة التأقلم مع حياة السجن؟
أظهرت الدراسات بعض التغيرات، وأولها السلبية التي يكتسبها السجناء والاعتماد على الآخرين في اتخاذ القرارات الشخصية، والخوف والشك فيمن حولهم باستمرار، وعدم التواصل الاجتماعي بشكل ملائم، وعدم الاقتناع بأي أهمية أو دور شخصي يمكن أن يؤديه الفرد في الحياة. كل هذه الآثار تجعل من المسجونين غير أسوياء نفسيًّا بعد تمضية فترة عقوبتهم، وحتى بعد خروجهم إذ إنهم لا يتلقون دعمًا نفسيًّا مناسبًا، مما قد يجعلهم يؤذون أنفسهم، بل إن بعضهم أحيانًا ينتحرون. فلا بد إذًا من معالجة تلك المشكلات النفسية في السجون وإعادة تحديد مدى تطابق الأهداف المنشودة مع الأهداف الملموسة على أرض الواقع.
الفكرة من كتاب علم النفس الشرعي
إن علم النفس الشرعي هو العلم الذي يبحث في شخصيات ونفوس المجرمين محاولًا إبداء تصوُّرات محتملة لتحوُّل بعض الأشخاص دون غيرهم إلى مجرمين..
يبين الكاتب الطفرة التي حدثت بتضمين علم النفس وخبراته في المجال الشرعي والقضائي ، وبالأخص داخل المحاكم وأماكن التحقيقات، ويوضح المزايا المكتسبة من علم النفس وما أحدثه في تفسير سلوك المجرمين، وتحليل شخصياتهم بطريقة علاجية ووقائية.
مؤلف كتاب علم النفس الشرعي
ديفيد كانتر David Canter: كاتب وطبيب نفسي، ولد في الخامس من يناير عام ١٩٤٤ وتخرج في جامعة ليفربول، بدأ حياته طبيبًا نفسيًّا معماريًّا يدرس التفاعلات بين الأفراد والمباني، ويقدم الاستشارات عن تصميمات المكاتب والمدارس والسجون.
له كثير من المؤلفات في علم النفس، أهمها:
الظلال الإجرامية.
علم النفس والقانون.
علم نفس التحقيقات.
علم النفس الإجرامي.