التعامل في مرحلة الطفولة الأولى
التعامل في مرحلة الطفولة الأولى
قد يواجه المُربي بعض العوائق التي لا تجعله يُحسن التصرف مع طفله دون سن التمييز، ومن هذه العوائق الكذب، فمثلًا يحاول الطفل تحقيق رغباته أو إخفاء تصرُّفات غير مقبولة فيلجأ للكذب، فيجب أن يعي المُربي ذلك ويُبيِّن للطفل بين الحين والآخر فساد الكذب، وأنه ليس من أخلاق المُهذَّبين ويحكي له قصَّة تبين خطورة الكذب، ثم يشجعه على الاستغفار، فلا يعاقبه عقابًا شديدًا فيحمل الطفل على التمادي في الكذب.
ومن الوسائل المعينة لتربية الطفل فهي المرحلة:التربية بالقصة الحقيقية الهادفة، وقص السيرة النبوية وغزوات الرسول (صلى الله عليه وسلَّم) وقصص القرآن، فجميعها قصص يستطيع المُربي الاستفادة منها في تربية طفله وتعويده على مكارم الأمور وأفضلها، كذلك يمكن للوالدين تربية طفلهما باللعب الهادف الذي يقوي جسده، ويُنمِّي فكره، فاللعب في ذاته ضروري للطفل ولو كان لمجرد الترويح عن نفسه.
كذلك من الوسائل المعينة هي التربية بالتجربة، لأن الطفل في هذا العُمر يحتاج إلى المحسوسات ليفهم من خلالها المعنويات، فكلنا نعلم القصة التي أثبت فيها الوالد لأبنائه معنى أن اتحادهم قوَّة من خلال جمعه للأعواد ومحاولة كسرها.
ومن الوسائل أيضًا التربية بالعادة، وذلك من خلال تكرار الفعل أو القول إلى أن يصير سمتًا لا ينفك عن الطفل ولا يبذل جهدًا للقيام به، وكذلك التربية من خلال المسابقات والأسئلة التي تكون في طاقة الطفل وحدود استيعابه.
وأخيرًا التربية بالثواب والعقاب بشرط أن يصدق المربي في وعده بالثواب، وأن يتجنَّب العقاب البدني الذي يهز ثقة الطفل في نفسه، وأن يُحسن في تقدير العقوبة بحيث تكون مناسبة للخطأ، لأن هناك بعض الأخطاء يكون التغافل فيها هو أفضل علاج.
ولا بد أن يحرص الوالدان في هذه المرحلة على تأكيد معاني التوحيد الكبرى عند الطفل بترديدها المتكرر على مسامعه، وتعويد الطفل على الشجاعة لكسب الثقة في النفس، وتلبية حاجاته كحاجته إلى التقدير والعطف عليه.
الفكرة من كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
إن عملية التربية للشخصية المُسلمة ليست كأي عملية تربية لصاحب ديانة أو فِكر آخر، وذلك لأن المُسلم يقصد الفلاح الدنيوي والأُخروي، لذا كان من الضروري على المُربِّين تلمُّس أساليب التربية المتزنة الموافقة للشريعة الإسلامية ليتكوَّن جيل مستقيم مُستمسكًا بدينه ساعيًا في دُنياه.
وفي كتابنا يُقدِّم لنا الكاتب موجزًا يسيرًا جامعًا لمراحل نمو الإنسان منذ طفولتِه حتى مرحلة البلوغ، يتناول فيه خصائص كل مرحلة والمشكلات التي يمكن أن يواجهها المُربُّون، وتوجيهات ونصائح عامَّة معتمدًا على مواقف من حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) والسلف الصالح.
مؤلف كتاب نحو تربية إسلامية راشدة
محمد بن شاكر الشريف: باحث وكاتب إسلامي بمجلة البيان الإسلامية، حاصِل على درجة الليسانس في اللُّغة العربية والعلوم الإسلامية، ودرجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونيَّة والاتصالات، عمل بالتدريس ثم الإدارة في إحدى كبريات المدارس الأهليَّة في مكَّة المكرَّمة، ثم انتقل بعدَ ذلك للعمل في مجلة البيان.
مؤلفاته:
له عدد من المؤلفات مثل: “إن الله هو الحكم”، و”وقفات مع تجديد الخطاب الديني”، و”إدارة الدولة الإسلامية”.