التعافي من العلاقة السامة
التعافي من العلاقة السامة
تبين أن النرجسي يرتبط بشريك يتسم بصفات معينة، ومن أجل التغيير وإصلاح الأخطاء السابقة والتمكن من إنشاء علاقات صحية، يكون التركيز على النفس قبل الآخر هو الحل، فالذين تعدوا حدود غيرهم الشخصية لم يجدوا من يردعهم، ومن أهان غيره وجد من أتاح له ذلك، وتكرار جذب أشخاص غير مناسبين يعني أن هناك خطأ يجب إصلاحه.
يحتاج ضحية النرجسي إلى الاهتمام بنفسه بعد أن أصبح الشريك النرجسي ورضاه ومشكلاته ورغباته تحتل تفكيره وتشغل كل وقته، ويحتاج إلى تقوية علاقته بالله عز وجل، فهو من له الدوام والبقاء، ومن يقبل عباده ويتولاهم ويرحمهم ولا يتخلى عنهم، وبدايةً ينبغي عدم البقاء خلف معتقد «الضحية»، وتحمل مسؤولية التنازل عن الحقوق وتقبل الإساءة وعدم حب الذات، وتحمل مسؤولية التغيير والتعافي، والاعتراف بوجود مشكلة، وتعزيز حب الذات والاهتمام بها، وتذكير نفسه بالصفات الحسنة التي يتحلى بها، واستخدام التأكيدات الإيجابية، ويُقصد بها تكرار عبارات إيجابية على النفس تتضمن الحب والقبول والتشجيع.
يتطلب التعافي وحماية الذات من النرجسي تخصيص وقت يومي للعناية بالذات، سواء من ناحية المظهر أو التفكير أو الجانب الروحي، وممارسة الرياضة لزيادة جودة الحياة وتخفيف التوتر، وتطوير المهارات والمواهب، وزيادة تقدير الذات والثقة بالنفس، ومن الأهمية بمكان وضع حدود لا يُسمح لأحد بتخطيها، وعدم التنازل عن حق الرد على الإساءة حتى بعد مضي وقت من حدوثها، والاستقلال المادي، والتخطيط اليومي والشهري والسنوي لتعزيز تحكم الفرد في حياته، وذلك يكون في حدود الإمكان والواقع دون السعي إلى تحقيق المثالية.
الفكرة من كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
في حين أن العلاقة مع شخص ما قد تزيدنا سعادة وحبًّا لأنفسنا وتهون علينا صعوبات الحياة، قد تجعلنا علاقة أخرى مرتبكين وقلقين ويملؤنا الشعور بالذنب، وتقلل من احترامنا لذواتنا، فنظل في حيرة بين البقاء والرحيل، ويتحول الحب إلى معاناة، عندها قد يكون الطرف الآخر في العلاقة نرجسيًّا، فما الشخصية النرجسية؟ ولماذا يتكرر الاختيار الخاطئ للأشخاص؟ وهل وقوع أحدهم ضحية لنرجسي محض مصادفة؟ هذا ما سنتعرف عليه.
مؤلف كتاب دليل التعافي: كل ما تحتاج معرفته حول الشخصية النرجسية وإعادة بناء احترام الذات
ميرنا المصري: كاتبة لبنانية، ومدربة حياتية، ومدربة في البرمجة اللغوية العصبية واختصاصية علاقات عاطفية، تخصصت في دراستها في الرياضيات، وحصلت على درجة الماجستير من الجامعة اللبنانية، ثم أكملت الدراسات العليا في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في بيروت وجامعة ليون في فرنسا لتضيف إلى شهاداتها درجتي ماجستير، ثم تحولت لدراسة التنمية البشرية وحصلت على إجازة اختصاصية علاقات، وتكتب مقالًا شهريًّا في العلاقات العاطفية في مجلة «noujoum» ولها كتاب آخر بعنوان «ounsa لا تنسى».