التعافي من الاعتمادية
التعافي من الاعتمادية
لا يرى الشخص الاعتمادي كونه ذلك الشخص، لذلك تكون الخطوة الأولى في الشفاء من الاعتمادية بإبصار الشخص الاعتمادي أن سلوكياته وعلاقاته تدور حول ذلك النمط ألا وهو السيطرة، وأحيانًا لا يبصر الاعتمادي ذلك إلا بعد تعرضه لأضرار كثيرة بسبب أسلوب حياته الاعتمادي مثل مشكلات في العلاقات الحميمية مثل الطلاق، أو الإصابة بالاكتئاب أو الإدمان.
والاعتراف بحقيقة الحياة الاعتمادية مؤلم لأنه مواجهة مع النفس بأن كل السلوكيات والعلاقات التي عاشها الإنسان طوال فترة زمنية كبيرة كانت مشوهة ومريضة، والاعتراف بحقيقة الماضي والأسرة المضطربة أيضًا صعب جدًّا لأن الإنكار في الماضي كان الوسيلة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة نفسيًّا وربما جسديًّا أيضًا، فيُعتبر الإنكار دفاعًا نفسيًّا لا واعيًا، لذا فإن كسره لا يتم بسهولة وإنما يحتاج إلى تدخلات إلهية وبشرية عديدة.
وتأتي بعد ذلك رحلة الاستكشاف، يقرِّر فيها الاعتمادي مواجهة حقيقة شخصيته الحالية والآلام الماضية، وكيف أثرت في شخصيته، والطريقة التي أصبح يستقبل بها الأمور ويفكر فيها، ثم بعد ذلك يتخذ الاعتمادي طريق المشاركة لإظهار جزء مما اكتشفه في نفسه أمام شخص أو أشخاص ما، وكلما ازداد شعور الشخص بالأمان تزداد مشاركته وقد تنكشف جوانب ما في شخصيته لم يكن يستطيع أن يراها بمفرده، وليس الكشف هو الفائدة الوحيدة للمشاركة، بل الاشتراك مع آخرين في حمل المشاعر وتحديات الحياة والبَدء في مسيرة الشفاء (من السيطرة إلى الحرية، ومن التحكم في الخارج إلى التعامل في الداخل)، وهذا ما يصنع المجتمع الحقيقي.
الفكرة من كتاب صحة العلاقات
منذ البَدء والإنسان يَتوقُ إلى العلاقة بالآخر، ويختلف الإنسان عن الحيوان في أنه في كل مرة يولد إنسان تولد معه شبكة من العلاقات تبقى طوال العمر، فيتحدث الكاتب هنا عن العلاقات الإنسانية وتحليلها وتسليط الضوء على جوانب السوء والمرض منها بغرض العلاج وبناء علاقات صحية مثمرة قائمة على الأخذ والعطاء دون اعتمادية مُمرضة ولا ذوبان يمسخ الشخصية.
مؤلف كتاب صحة العلاقات
أوسم وصفي: طبيب ومعالج نفسي، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990، وماجستير الأمراض العصبية والنفسية سنة 1997، وعمل بمؤسسة الحرية لإعادة تأهيل المدمنين، ومستشارًا في برنامج الإيدز للدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
له أكثر من عشرين مولفًا في مجال الصحة النفسية والروحية، ومنها:
القلب الواعي.
مهارات الحياة.
معرفة الله والنفس.