التعافي اتصال بعد انفصال

بعد انفصال المدمن عن ذاته وعن الموضوع الداخلي والآخر الخارجي وعن الواقع وعن الله، في التعافي يعيد الاتصال بما سبق، فيتصل بذاته عن طريق عنايته بنفسه حتى لو تَصَنَّع ذلك في البداية، ويجعل حواره مع ذاته ومعاملته لنفسه حنونة متعاطفة، ويتعلم التسامح والمسؤولية ويتحرر من اعتقاده بأن القسوة مع نفسه تحميه من الانتكاس والزلل، إذ إنه اعتاد جلد الذات وتوجيه الألفاظ المسيئة إلى نفسه فأصبحت أسهل لديه من اللطف والتفهم. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وتتضمن إعادة الاتصال بالآخر «المشاركة»، فيشارك ما يدور داخله مع شخص آخر متقبل متفهم لا يحكم عليه، ويُكَوِّن دائرة ثقة يمكن أن تشمل معالجًا أو رفيقَ تعافٍ أو مجموعة دعم أو صديقًا أو شريك الحياة، ويتواصل معهم تواصلًا صادقًا خاليًا من التلاعب والتنميق والتماس الشفقة، ويلجأ إليهم في أوقات الضعف وسيطرة الرغبة والميل إلى الانتكاس، ومن ثم يتخلص من عزلته ويطلب المساعدة. 

وإعادة الاتصال بالواقع تعني قبول الحياة بشروطها وترك التوقعات والأحكام، فالألم لا مناص منه، وينبغي قبوله وعدم تحويله إلى معاناة، باعتقاد زوال الألم ودوام الترف، أو التركيز على الألم وصرف النظر عما سواه وعن إمكانية اكتساب الحكمة والنمو عن طريق الألم.

وفي إعادة الاتصال بالله، يصحح التعافي تصور المدمن عن الله عز وجل، ويصحح التحريف الناتج عن مصادر السلطة ومواقف الإساءة، فيؤمن بأن الله مُحِب رحيم، ولا يتأثر إيمانه بحالته المزاجية، ويصبح لديه يقين بمحبته وقبوله للإنسان، ويستقبل رسائله ويستشعر معيته ووجوده حتى في لحظات المعاناة، فتنجلي الغربة، وتزول المخاوف ومشاعر الخزي وعدم الاستحقاق.

كيف تنظر إلى المدمن ومعاناته؟ هل تعتقد أن كل ما يحتاج إليه المدمن قليل من الإرادة كي يتخلص من إدمانه وتستقر حياته؟ إن الإدمان أعمق من ذلك، وعلى العكس، ستفاجأ بمعرفة أن البناء النفسي للمدمن يحمل كثيرًا مما يعرفنا على شخصيته ومعاناته، إذًا لنفك شفرة الإدمان.

عماد رشاد عثمان: طبيب نفسي وكاتب، ولد عام ١٩٨٦م، حاصل على بكالوريوس الطب، وباحث ماجستير في أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي، مهتم بالفلسفة واللغة والأدب والتحليل النفسي، وجمع بين اهتماماته فحصل على ليسانس اللغة العربية والثقافة الإسلامية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ويقدم سلسلة بعنوان «فَهم التعافي» على منصة اليوتيوب وغيرها من الفيديوهات يُعين فيها المدمنين على خوض الرحلة ويوجههم فيها.

ومن أعماله:
أحببت وغدًا: التعافي من العلاقات المؤذية.
أبي الذي أكره: تأملات حول التعافي من إساءات الأبوين وصدمات النشأة.