التعافي
التعافي لكل من يعاني من آلام الحب والعلاقات، والتعافي يتمثَّل في ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تتمثل في العودة إلى النفس بعد فترة طويلة من الإهمال، وذلك بالإرادة التي ربما تضعف، لكن لا تندثر من أي شخص، والفطام العاطفي؛ أي عدم الاعتماد على أحد للإحساس بالسعادة، والعودة إلى أولويات الحياة المؤجلة، وفعل ما يسعد المرء، كالرياضة والخروج مع الأصدقاء لمدة لا تقل عن شهر دون مراقبة المحبوب، وعدم تقديس غير الله، فوضع المحبوب في مكانة مقدسة والالتفاف حوله تجعل المرء يتهاون في حقه وفي حق الله، ثم التخلُّص من التفكير السحري، وهو ما يفعله البعض من ربط أحداث ليس بينها صلة بروابط غير منطقية كإشارة ودلالة على مبادلة الآخر الإعجاب، مثل منشور على وسائل التواصل الاجتماعي صادف تفكيرًا لنا، أو سماع آية من القرآن فنربطها باستجابة الله لدعائنا بالقرب من المحبوب.
وتتمثل المرحلة الثانية في مواجهة الحيل الدفاعية؛ وهي حيل تلعبها النفس لاستمرار العلاقة المؤذية بشكل واعٍ ولا واعٍ، ويجب التصدي لها مثل: التبرير والإنكار، وتبرير الأفعال المسيئة وإنكار إشارات الخطر في العلاقة وكذلك التوحُّد، وهو تقمُّص لشخصية يحبها الطرف الآخر في كلٍّ من الهيئة والسلوك للفت أنظار المحبوب، والتصدِّي لأحلام اليقظة وإيقاف الاستمتاع بها.
المرحلة الأخيرة والعملية هي تحديد المرحلة النفسية الحالية، والإنكار، أو الغضب، وهي مرحلة صحية، ففيها ندرك حقيقة العلاقة، والمساومة: وفيها تحاول النفس العودة إلى العلاقة سواء بالتبرير أو بابتزاز عاطفي من الطرف الآخر، ويجب فيها إتلاف الأمل، وهي من أكثر المراحل مقاومة، والاكتئاب، وهي مرحلة طبيعية يجب التعامل معها بحرص لأننا باجتيازها ننتقل إلى المرحلة النهائية، وهي تقبُّل الحدث والتسامح مع النفس، وأثناء التعافي يجب البعد التام عن المحبوب، وكل من وما يذكِّرنا به ومعاملته كشخص غريب، ومكافأة النفس باستمرار مع كل خطوة للتعافي، ومحاولة التجديد في السلوك والملابس وطريقة التفكير، والاستعانة بالله وعدم تأجيل التعافي.
الفكرة من كتاب حبيب نفساني
مَن منَّا لم تشغله كلمة الحب! فالحب العاطفي بين الجنسين من أسمى العلاقات الإنسانية، ويرى الكاتب أن الناس تنظر إليه كمصدر للسعادة في الحياة بجانب المال، لكن الناس عادةً ما تأخذ معلوماتها عن الحب من السينما أو القصص الرومانسية التي تعتمد غالبًا على الجانب الشاعري منه فقط، وربما تصدَّرت لنا العديد من القصص المُسيئة على أنها قصص مثالية يحلم العديد أن يحظى بمثلها؛ لذا في هذا الكتاب يستعرض الكاتب الحب من رؤيته لزواياه المختلفة المبنية على خبرته كطبيب نفسي، وتجاربه الاجتماعية والنفسية، فيتناول الحب منذ نشأته، مرورًا بكيميائه داخل جسم الإنسان، ومكونات العلاقة الصحية، ومراحل الحب المختلفة، وصولًا إلى العلاقات المسيئة وكيفية التعافي منها.
مؤلف كتاب حبيب نفساني
حاتم صبري: طبيب مصري من مواليد عام 1988م، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، ماجستير الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب وعلاج الإدمان، وتدرَّب على يد عدد من أساتذة التحليل النفسي في مصر، وهو رئيس مجلس إدارة والمدير الفني لمستشفى الشمس للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ومؤسِّس مؤسسة “بيرسونا” للطب النفسي وعلاج الإدمان، ومحاضر في العلاج النفسي.