التطوُّر
التطوُّر
جميع الخطوات التي نذكرها لن تأتي بين يومٍ وليلة، إنها تتطلَّبُ جهدًا وعملًا دؤوبَيْن، بدايةً من النظر إلى شخصيتك وتغيير ما يجب تغييره.
أنت كقائدٍ قد تكون مشبَّعًا بفكرة التمسك برأيك مهما كان الثمن، فعليكَ أن تغيِّرَ من هذا الأمر، وحاول إرساء مبدأ الشورى في عقلك، واستشعر أهمية الأمر بكل حواسك، ثم طبِّق هذا التغيرَ في أقربِ وقتٍ ممكن.
ستجد بعضَ الصعوبةِ في بادئ الأمر، لا عليك، ليس سهلًا أن تغيِّرَ ما اعتدته خصوصًا إذا تحوَّلَ الأمرُ إلى قناعةٍ تامة، لكن صدِّقني.. الأمرُ يستحقُّ التجربةَ والتغيير.
ستجدُ بعضًا من الأمور التي اعتدتَها تظهر في بعض المواقف، لا تقلق؛ من الطبيعي ألا يتقبلَ عقلُك هذه التغييرات دفعةً واحدة، فقط كن سعيدًا مع الشخص الجديد الذي أنتَ عليه.
انتقل إلى فريقك الآن، وشجِّع الاختلافات وتعدُّد الآراء، لكن انتبه كي لا يتحوَّل الأمرُ إلى انقسامٍ بين أعضاء فريقك، فوحدة الفريق هي السبيل لتحقيق الرؤية الكبرى التي تسعى إليها، لكنَّ هذا لا يعني إهمالَ المطالبِ الفرديةِ للأفراد، تذكَّر هرم الاحتياجات الذي يجب أن يكونَ نُصبَ عينيك دائمًا، إن هذا مِن شأنِه أن يُنشئَ الجسورَ المتينةَ بينك وبين أفرادِ فريقك.
ستجد العديد من القادة الملهِمِين في مجالاتٍ مختلفة، اقرأ سيَرَهم وانظر إليها بعين البصيرة؛ فالاستفادة من خبراتِ الآخرين هي واحدةٌ من أهمِّ أسبابِ النجاح، لكن لا تقلِّدْهم، إن أرواحَنا مختلفةٌ ولكلٍّ منَّا طريقتُه، لا تُجبِرْ روحَك على سلوكِ مسلكٍ معين، اترك لها سعةَ الاختيار وحتمًا ستجد الإلهام منها.
أخيرًا لا تقلق؛ سيكون التوفيقُ حليفَك، وستجد بعض المعجزات الصغيرة التي تساعدك على تجاوز العقبات، فاستقبلها بصدرٍ رَحبٍ وواصلْ تقدُّمَك.
الفكرة من كتاب روح القيادة
حتى وقتٍ قريبٍ لم يكن قرار «أن تصبح قائدًا» شيئًا مهمًّا بالنسبة للكثيرين، أمَّا الآن فإننا في أمسِّ الحاجة إلى القيادة، إذ إن التحكمَ في النفس والقدرةَ على التأثير في الآخرين صارا من أساسيات العصر الحالي الذي لم تعُدْ فيه القيادة مقتصرةً على الحكام والمسؤولين المباشرين فقط.
وليست القيادةُ تعني التأثير في الآخرين بالدرجة الأولى، إنما يأتي هذا بعد القدرةِ على إدارة النفسِ والتحكم في انفعالاتها والسيطرة على الأفكار السلبية وتحويلها إلى ناتجٍ إيجابي، مع فهمٍ لطبيعةِ النفس واحتياجاتها والانفتاح على الأفكار المختلفة، وإذا نجح الإنسانُ في ذلك فإنه يصير قائدًا روحيًّا يُمكنه التأثير في الآخرين، وهذا ما يهدف إليه الكتابُ تحديدًا.
مؤلف كتاب روح القيادة
ديباك شوبر: طبيب وكاتب أمريكي، وُلِد في الهند عام 1946، له باعٌ طويلٌ في عالم القيادة والتأثير.
ألَّفَ عديدَ الكتب في مجال القيادة والنجاح وإرادة الأعمال وغيرها، منها: “جسد لا يشيخ وعقل لا يحدُّه زمن”، و”القوانين الروحانية السبعة للنجاح”.
معلومات عن المترجم:
محمد ياسر حسكي: طبيب ومترجم، مهتم بالطب النفسي والعلاجي، له العديد من الأعمال المترجَمة المعروفة، منها: “اشفِ جسدك”، للويز هاي، و”رغبات محققة” لواين داير.