التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي
التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي
لعلَّ الذكاء الاصطناعي بات اليوم أوضح من أن تتم الإشارة إليه، فيومًا عن يوم تزيد مساهماته في الأنشطة اليومية المختلفة التي شملت استكشاف الفضاء والاقتصاد والطب والهندسة والأسلحة والملاحة ووسائل الترفيه وتكنولجيا الاتصالات وغير ذلك، حيث بفضله تمكَّنت البشرية من إنتاج عدة نماذج وأساليب تكنولوجية حديثة استطاعت تغيير نمط الحياة التي نحياها، حيث تتشكل كل تلك التطبيقات وفق مجموعة من الخطوات الرياضية والمنطقية تسمى “الخوارزميات”، وهي عبارة عن مقدمات ونتائج، ومن هنا يتم تحويل المشكلة من عالم الواقع إلى عالم الرقمنة.
فلولا تلك المعالجة الرقمية لم نكن لنتمكَّن من توفير الجهد والوقت للقيام بالعديد من الأنشطة والمهام، خصوصًا فيما يتعلَّق بمجالات البحث العلمي المعقدة، حيث تتم تلك المعالجة الرقمية لأي مشكلة عبر ثلاث خطوات؛ الأولى تحديد نقطة البداية، أما الثانية فهي تحديد الهدف المراد الوصول إليه، ثم تأتي الخطوة الأخيرة عبر تحديد الخطوات الفاصلة بين تلك النقطتين، ومع قدرة الحاسوب الفائقة على اختبار العديد من البدائل، يتم اكتشاف سلسلة الأوامر الصحيحة للوصول إلى الهدف المنشود عبر منهج التجربة والخطأ، ومن ثم تتم برمجتها بوضوح داخل النظام.
ومع التطور التكنولوجي ظهرت تقنيات متقدمة من الذكاء الاصطناعي تشبه إلى حدٍّ كبير الوعي البشري، فالعالم اليوم على أعتاب تطوير تكنولوجيا جديدة تتمثَّل في تقنيات تعلم الآلة وإنترنت الأشياء، فالآلة لن تكون بحاجة إلى البشر بعد ذلك لتغذيتها بالاستجابات المناسبة للمواقف المختلفة، بل ستعتمد على تحليل الذاتي للبيانات والتنبُّؤ بمصفوفة ردود الأفعال المقابلة ومن ثم يصدر عنها رد الفعل المناسب، الأمر الذي يشبه عملية تعلم ذاتية تعمل على تطوير النماذج الآلية بصورة تجعلها أقرب إلى محاكاة البشر وربما تتفوَّق عليهم، نظرًا إلى قدرتها العالية على معالجة كميات هائلة من البيانات في ثوانٍ معدودة، الأمر الذي يجعل العقل البشري عاجزًا عن مجاراتها.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي
“إن الأمر يشبه ما يتردَّد في الحكايات والأساطير حول ذلك الرجل الذي يحمل خاتم سليمان والماء المقدس والمصباح السحري ومثل ذلك من الأشياء، فهل هو متأكِّد بعد ذلك من إمكانيته السيطرة على الشيطان؟!”.
يعدُّ الذكاء الاصطناعي الموجة التالية من التطور البشري التي حقَّقت في الآونة الأخيرة قفزات نوعية، مما جعل البعض يرى فيه إيذانًا بنهاية البشرية، بينما رآه البعض الأمل المنشود لتحسين الحياة، وكلا الفريقين لا ينكر الآثار الرهيبة التي أحدثتها تلك الأنظمة الذكية على تشكيل العالم المعاصر، لذا كانت أهمية هذا الكتاب، فأنت ترى المستقبل من خلاله!
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي
الدكتور بلاي ويتبي Play Whitby: فيلسوف وخبير متخصص في علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي والروبوتات، يعمل في جامعة ساسكس بإنجلترا، تخرج بلاي ويتبي بمرتبة الشرف الأولى من نيو كوليدج، جامعة أكسفورد في عام 1974 وأكمل درجة الدكتوراه في “الآثار الاجتماعية للذكاء الاصطناعي” في جامعة ميدلسكس في عام 2003،كما أنه عضو في الفريق الاستراتيجي للأخلاقيات في BCS، وهو معهد تشارترد لتكنولوجيا المعلومات، تخصَّصت منشوراته في الغالب في مجال الفلسفة والآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، كما تركَّزت آراؤه بشكل خاص على المسؤوليات الأخلاقية للمهنيين العلميين والتقنيين.
ومن مؤلفاته: “تأملات في الذكاء الاصطناعي: الأبعاد الاجتماعية والقانونية والأخلاقية”، و”منظمة العفو الدولي”، و”دليل المبتدئين”.