التصفيق للنساء
التصفيق للنساء
رُوي في البخاري قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “التسبيح للرجال، التصفيق للنساء”، والحديث يرشد المسلم إن فاجأه أمر وهو يصلي سواء كان متعلقًا بالصلاة كأن يسهو إمامه، أو كان غير متعلق بها كأن يُطرق الباب وهو يصلي، إلى أن يسبح إن كان رجلًا، وإن كانت امرأة تصفِّق بيديها، وهنا يتساءل البعض: هل صوت المرأة عورة؟ والجواب لا، وذاك أمر ظاهر في السيرة، فالنساء كنَّ يسألن النبي (صلى الله عليه وسلم) والصحابة من بعده، ولكن العورة ما فيه تغنُّج وخضوع.
لكن؛ هل يمكن أن يكون المنع من الكلام درءًا للفتنة في الصلاة؟ نعم، ربما يكون كذلك، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما تركت بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء”، وبعض النساء يجدن في أنفسهن شيئًا حين يسمعن ذاك الحديث إلا أن فهم معنى الفتنة يزيل الإشكال، فالفتنة في جوهرها تدلُ على القابلية القوية للتأثير، وغالبًا ما يكون تأثيرًا سلبيًّا لأنه شيءٌ يبهر الإنسان وربما يفقده القدرة على موازنة الأمور على نحو صحيح، والدنيا مليئة بالفتن كالمال والأولاد والنساء! والفتنة تُطلق على الخير والشر كما في قول الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾، وإنما يكون الشر في الإسراف في الطلب.
وهناك احتمالات أخرى تقتضي مناسبة التصفيق للنساء، منها أن الرجال كانوا يصلون في الصفوف الأولى والنساء في الصفوف الأخيرة، فلا يصلُ صوت المرأة إلى الإمام إذا أخطأ، أو يكون في رفع صوتها مشقة خصوصًا مع طبيعته الضعيفة، والواقع يشهد أن الحياء طبع المرأة، فربما يشق عليها أن تنبه الإمام بين جموع المصلين، والمُلاحَظ أنَّ الشارع قد عدَّ المرأة مثل الرجل في تنبيه الإمام، ولكنه أرشدها إلى الطريقة المناسبة.
الفكرة من كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
يتناول هذا الكتاب مجموعة من الأحاديث النبوية المتعلقة بالمرأة، والتي يُشكَل فهمها عند كثير من الناس، فيناقشها ويحلِّلها بأسلوبٍ علمي متأدِّب، مقنعٍ ومطمئن، يجمع بين الحجة العلمية الرصينة وجوٍّ من الأُلفة واللطف تبثُّه المواقف والحوارات التي ترويها الباحثات.
مؤلف كتاب فتاة الضباب.. أحاديث المرأة: أين الخلل؟
مجموعة من الباحثات المتخصصات في مختلف أبواب الشريعة، انتُدبن واجتمعن ليكتبن هذا الكتاب من واقع علم وخبرة، ويجمعن فيه الأحاديث المشكِلة في قضايا المرأة ليعالجنها، بعد مناقشات في مجموعة “سنتي” التي يُشرف عليها الأستاذ الدكتور خالد بن منصور الدريس والذي اقترح عليهن إعداد الكتاب.
والباحثات هنَّ: الدكتورة أميرة بنت علي الصاعدي، والدكتورة إقبال بنت علي العنزي، وسميحة بنت عبد الله الحمادي، وجنة بنت إبراهيم الشرماني، والدكتورة شيخة بنت عبد الله المطوع، والدكتورة سندس بنت عادل العبيد، والدكتورة نعمات بنت محمد الجعفري، والدكتورة مها بنت منور المطيري، والدكتورة نورة بنت محمد العجمي، ونورة بنت يحيى الذكي، وهناء بنت عبد الله المطوع، والدكتورة وفاء بنت راشد الشبرمي، وهند بنت عبد الله المشرف.