التشوهات المعرفية
التشوهات المعرفية: أفكار مبالغ فيها، ولا عقلانية، بتغير الطريقة اللي بنشعر بها.
وبتتسبب في مشاكل زي القلق وانخفاض التقييم الذاتي، واللوم، والتردد، وما إلى ذلك.
هي أفكار، ازاي بتأثر علينا، وممكن تعمل مشاكل؟
خليني أحكيلك الحكاية من البداية.
المشاعر هي اللي بتتحكم فينا.
بنخاف؛ فنجري.
بنعجب؛ فنقع في الحب.
وهكذا.
المشاعر عاملة زي الموسيقى التصويرية.. بتدور في الخلفية، وتأثر عليك بس أنت مش حاسس.
بس مبتظهرش لوحدها، فيه حاجات بتحركها.
الحاجات دي هي (الأفكار).
المشاعر بتنشأ عن أفكار وتفسيرات، وغالبًا ما بنخلط بين المشاعر والأفكار.
الشعور: أنا بحب فلان.
أما الفكرة: أعتقد أني أقل واحد بين الحضور.
طب لما نخلط بينهم؟
وقتها؛ هتلاقي نفسك بتقول: أنا حاسس إن حياتي مش هتنصلح.
دا مش شعور، دا فكرة واقفة ورا الشعور.
الشعور هنا: العجز، أو السلبية.
وورا الشعور دا فيه فكرة بتحركه.
فممكن نقولك راجع فكرتك: ممكن مثلًا تعمل بعض التغييرات في حياتك وإن شاء الله حياتك هتبقى كويسة.
بس لو دا شعور: مش هنجادلك فيه.
مش هنقولك متحسش بالعجز أو السلبية، هنقولك اقبل المشاعر دي علشان تعدي.
ايه علاقة دا بحلقة انهارده؟
المشاعر اللي بنحس بيها، بتقف وراها أفكار.
لو قدرنا نتعامل مع الأفكار دي؛ المشاعر هتتغير.
مثلًا: لو بتعتقد إن صاحبك مجاش؛ علشان مطنشك..
هتحس بالحزن وإنك مش مهم عنده.
بس لو فكرت إن جايز عنده عذر؛ وقتها هتحس بالراحة، ومش هتسيئ الظن فيه.
أفكارنا اللي واقفة ورا مشاعرنا؛ بتحصل لها تشوهات.
بتخلينا منشوفش الحقيقة بصورة دقيقة.
لو قدرنا نعالج التشوهات دي؛ الأفكار هتكون مطابقة للواقع، وبالتالي المشاعر هتكون مناسبة.
يعني لو أنت لابس نضارة، وجه عليها تراب.
رؤيتك هتفضل مشوشة طول ما أنت ممسحتش التراب اللي على النضارة.
كذلك الأخطاء اللي بتقع فيها دي؛ هتفضل تقع فيها؛ لو منتبهتش للتشوهات المعرفية، وغيرتها.
التشوهات دي كالتالي:
1- الكل أو لا شيء.
(أو التفكير بالأبيض والأسود).
ودا بيخليك تشوف الحاجات اللي متواجدة في المنتصف تنتمي لأحد الطرفين.
يعني فلان مثلًا دا لو موافق لرأيك؛ فهو أحسن شخص في العالم.
ولو مخالف ليك؛ فهو أسوأ شخص في العالم.
في حين، إن كلنا بشر، وبنغلط.
الحياة فيها تدرجات بين الأبيض والأسود.
ودا لا يتعارض مع وجود مناطق لا تقبل التدرجات، زي العقيدة، والهوية.
بس الغالب إن فيه تدرجات، ومساحات تقبل الاختلاف.
2- اللوم.
إنك تلوم نفسك على شيء مكنتش مسؤول عنه بالكامل، أو تلوم الآخرين وتنسى إنك مشارك في المشكلة.
* زي اللي بيلوم زوجته مثلًا على فشل علاقتهم بالكامل، في حين إنه طرف فيها، وبيتحمل قدر من المسؤولية.
3- التفكير العاطفي.
رؤية حقائق الأشياء من خلال الشعور بها.
(حاسس أني غبي؛ لذلك من المؤكد إن أنا كدا.
أصل لو كنت غير كدا؛ هحس بالإحساس دا ليه!).
ودا طبعًا مش صحيح.
بيخطر على بالنا كتير جدًا من الأفكار.
والتعامل الصحيح معاها إننا منمسكش فيها، ونسيبها تعدي.
ومن باب أولى، منبنيش أحكام وانطباعات عليها.
4- التهوين/التهويل.
التهوين: تصغير الأمور الكبيرة.
أما التهويل: تكبير الأمور الصغيرة.
حد نسي حاجة مثلًا؛ فتنفجر فيه.
كدا تكون هولت من اللي حصل، وردة فعلك مش متناسبة مع خطأه.
التوازن مهم.
5- القفز إلى الاستنتاجات.
استنتاج الأمور (واللي غالبًا ما بتكون سيئة من غير دليل واضح عليها).
والتشوه دا نوعين:
أ- قراءة الأفكار:
أنك تفترض ما يفكر فيه الأشخاص من تلقاء نفسك.
ب- والتنجيم:
وهو التنبؤ بأن الأمور تأخذ منحى سيئ.
6- الفلترة العقلية.
ودا معناه: التحدث عن السلبيات، وتجاهل الإيجابيات.
مثلًا في الحياة اليومية من المهم تسجيل اللي بتقوم بيه كل يوم؛ علشان تعرف أنجزت قد ايه، وتوصل لنفسك إحساس إن وقتك مبيضيعش على الفاضي.
7- استبعاد الإيجابيات.
الإصرار على أن الإنجازات، والصفات الإيجابية لا تحتسب.
8- (الإلزامات)- التفكير بطريقة (ينبغي).
ودا معناه نقد النفس، أو الآخرين باستخدام عبارات مثل: ينبغي، لا ينبغي، يجب، لا يجب.
لازم الكل يحبني، وإلا أكون فاشل.
9- العنونة، أو الشخصنة.
بدل ما تقول (أنا ارتكبت خطأ)، تقول (أنا مخطئ).
وبالتالي تلصق الخطأ بهويتك.
وآثار التشوه دا بتظهر في نتايج الشعور بالخزي اللي بنستعمله لإخضاع الأشخاص اللي حوالينا، وجعلهم يشعروا بالذنب.
زي الطفل مثلًا: لو كسر كباية؛ نقوله أنت غلطان.
فيحس إن الخطأ فيه هو مش في سلوكه.
في حين إن الخطأ في السلوك، وسهل تصحيحه.
وسهل نخليه ينتبه بعد كدا.
بس إصلاح أثر الخزي، مش سهل.
10- التعميم.
وهو رؤية حدث سلبي كهزيمة تتكرر.
يعني تعمم حدث على بقية الأحداث.
فلو علاقة والدك ووالدتك فيها مشاكل؛ فترفض الزواج؛ لأن أكيد هيحصل مشاكل في علاقتك.
وكأن مفيش فروقات واختلافات بين العلاقات والأفراد والظروف.
وبس كدا.
سلام.