التشفير ليس وليد التكنولوجيا الحديثة في هذا العصر
التشفير ليس وليد التكنولوجيا الحديثة في هذا العصر
كان التشفير موجودًا منذ مئات السنين، ولكن كان يستخدم بشكل أساسي من قِبَل الحكومات والجهات العسكرية، وذلك قبل سبعينيات القرن العشرين، أما في الوقت الراهن فيستطيع الأفراد والشركات استخدامه في مجالات متعددة، كما أنه أصبح تخصصًا أكاديميًّا يُدَرَّس في الجامعات، وأدى إلى ذلك التوسعُ في استخدام الإنترنت في الاتصال، والاتجاه نحو الأتمتة، فازدهر علم التشفير وصارت له استخدامات عديدة، وأصبح معظم الأفراد يستخدمون التشفير أو يتعرضون له، ما هو التشفير إذًا؟
علم التشفير هو علم تصميم أنظمة التشفير، والتشفير يعني إخفاء المعلومات بوسيلة تَضْمَن أن يُصبحَ معناها غامضًا لأي شخص غير مسموح له بمعرفتها، ويستخدم غالبًا في تخزين البيانات ونقلها، وترتبط بذلك بعض المصطلحات، فالمعلومات المرغوب في إخفائها تسمى «النص الأصلي»، وعملية الإخفاء هذه تسمى «التشفير»، وعندما يُشفر النص الأصلي يصبح اسمه «النص المشفر» أو «بيان التشفير»، بينما يُقصد بـ«خوارزمية التشفير» المبادئ التي شُفِّر النص الأصلي على أساسها، وتعتمد على «مِفتاح التشفير»، ويُعد منفذًا لها وللرسالة، و«خوارزمية فك التشفير» هي التي يستخدمها المستقبِل مع «مِفتاح فك التشفير» ليستطيع استرداد الرسالة من النص المشفر.
والشخص الذي يعترض الرسالة في أثناء انتقالها إلى المستقبِل يسمى «المعترِض»، وعندما يتمكن من استنتاج معلومات عن النص الأصلي دون معرفة مِفتاح التشفير، يسمى هذا الإجراء «تحليل النص المشفر»، ويطلق مصطلح «مكسورة» على الخوارزمية عندما يجد المعترِض طريقة تمكنه من تحديد مِفتاح فك التشفير.
ومعرفة الرسالة من النص المشفر لا تتطلب بالضرورة معرفة مِفتاح التشفير، وهذه حقيقة علمية كان لها أثر كبير في علم التشفير الحديث، وأدت إلى تقسيم التشفير إلى النظام المتناظر والنظام غير المتناظر، في النظام المتناظر يسهل استنباط مِفتاح فك التشفير من مِفتاح التشفير، فهُما غالبًا متطابقان ولذلك تسمى هذه الأنظمة «المِفتاح السري» أو «المِفتاح الواحد»، ومن المهم الحفاظ على سرية مفتاح التشفير، أما في النظام غير المتناظر فلا يمكن استنباط مِفتاح فك التشفير من مِفتاح التشفير، ويسمى «ذا مفتاح معلن» لأنه عادة ما يُكشَف مِفتاح التشفير، فهو لا يفيد المعترِض.
الفكرة من كتاب علم التشفير: مقدمة قصيرة جدًّا
المعلومات التي يتبادلها الأشخاص قد تكون في غاية الأهمية، ويترتب عليها اتخاذ قرارات مصيرية، وحتى يستطيع الأشخاص حمايتها من الاختراق أو التجسس يستخدمون التشفير لكي تصل إلى الشخص المنشود ويفهمها دون أن تتدخل في ذلك أطراف أخرى، لكن هل يمنع استخدامُ خوارزميات التشفير المعترضين والبارعين في فك الشفرات من الوصول إلى أهدافهم؟
لنرَ ما هو علم التشفير وكيف تطور على مر الزمن، وما استخداماته في حياة الشخص العادي.
مؤلف كتاب علم التشفير: مقدمة قصيرة جدًّا
فريد بايبر: أستاذ الرياضيات في جامعة لندن، حصل منها على مرتبة الشرف الأولى في الرياضيات في عام (١٩٦٢) ثم على الدكتوراه في عام (١٩٦٤)، أنشأ شركة «Codes & Ciphers Ltd» في عام (١٩٨٥) التي تقدم الاستشارات المتخصصة في أمن المعلومات، وكان المدير المؤسس لمجموعة “رويال هولواي” لأمن المعلومات، كما عَمِل مستشارًا لمؤسسات مالية، وشركات صناعية كبرى، وإدارات ووكالات حكومية، وكان له دور بارز في إنشاء معهد متخصص بأمن المعلومات (IISP)، بالإضافة إلى عضويته في مجلس تحرير مجلتين دوليتين، وقد نشر ما يزيد على مئة ورقة بحثية وستة كتب، وأشرف على أكثر من (٦٠) طالب دكتوراه.
من أعماله:
«Security and Privacy in Communication Networks».
«Digital Signatures Security and Controls».
شون ميرفي: أستاذ في مجموعة أمن المعلومات في كلية رويال هولواي، جامعة لندن، تنصبّ جهوده البحثية في علم التشفير وخصوصًا خوارزميات التشفير، ونشر عديدًا من الأوراق البحثية عن تحليل التشفير التفاضلي ومجموعة متنوعة من خوارزميات التشفير.
معلومات عن المترجم:
محمد سعد طنطاوي: مدرس اللغة الإنجليزية في مجال الأعمال والمُحادَثة العامة، ولديه خبرة طويلة في تدريس اللغة الإنجليزية، يمتلك مهارات متقدمة في العرض والتفاعل الاجتماعي والثقافي، ويستمتع بتبادل الخبرات والمعلومات مع أشخاص من خلفيات مختلفة، وسبق له العمل في مجال الترجمة الشفهية والكتابية مدة طويلة في هيئات ومؤسسات مختلفة.
من الأعمال التي ترجمها: «العلم الزائف» – «الكود المنظم للفضاء الإلكتروني» – «التفكير السريع والبطيء».