التشخيص والعلاج
التشخيص والعلاج
إن عملية الفحص الدقيق مهمَّة لتشخيص المرض النفسي، حيث يكون الهدف منها فهم شخصية المريض وتحديد نوع اضطراباته التي تؤثر في حياته، ولكن هذا الفحص تُراعى فيه شروط معيَّنة، مثل الدقَّة والموضوعية وبذل الجهد المطلوب للحصول على البيانات والمعلومات بكل الطرق، كما أن من المهم حثَّ المريض على التعاون والاهتمام ومساعدة المعالج حتى يستطيع تشخيص حالته .
فالتشخيص هو العملية المهمَّة في العلاج النفسي، حيث إنه يعدُّ السبيل الذي يساعدنا للتعرُّف على طبيعة ونوع المرض، وغالبًا ما يكون عملية معقدة، تتضمَّن ديناميات الشخصية وأسباب المرض، ويهدف التشخيص إلى تحديد العلاج الملائم لكل حالة، وكلما كان التشخيص مبكرًا كانت فرصة العلاج ناجحة أكثر.
أمَّا التشخيص في حالة الأطفال فيحتاج إلى إشارات خاصة بسبب أن الطفل ما زال ينمو ولم يصل إلى تمام النضج، وبسبب أن المشكلات النفسية الخاصة بالأطفال تختلف مع النمو.
إن العلاج النفسي ضروري مثل أي علاج ولا يمكننا الاستهانة به، وهو يعدُّ من أقدم أنواع العلاجات، ولكنَّه تطوَّر مع المراحل التاريخية، وبالتأكيد فالناس تحتاج إلى هذا العلاج ليسهم في تغيير نمط حياتهم وتحسينه ومساعدتهم على تحمُّل الشقاء، ومن الجيِّد أن نظرة المجتمع الحديث إلى العلاج النفسي قد اختلفت، فأصبح أكثر إدراكًا لأهميته، بل إن المجتمع مسؤول في التوعية عنه، لما يحمله هذا العلاج من أهداف نبيلة مثل إزالة العوامل والأسباب التي أدت إلى المرض، وتحويل الخبرات المؤلمة إلى خبرات معلِّمة وتحقيق تقبُّل الذات ودعمها، وزيادة القدرة على حل الصراعات، وينوَّه تنويهًا شديدًّا إلى أنه لا يجوز اللجوء إلى غير المختصين، ويراعي المختصُّون بعض الأمور المهمَّة مثل التحلِّي بالعلم والخبرة والحفاظ على سريَّة المعلومات والإخلاص في العمل، كما يجب عليهم أن يمنحوا المريض حقوقه كاملة، وأن يقدموا له ما يستحقه من اهتمام ورعاية.
الفكرة من كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
لا يخفى على أحد الآن أهمية العلاج النفسي، لقد أصبح جانبًا ضروريًّا في الحياة بسبب كثرة المشكلات النفسيَّة وازدياد اضطرابات الشخصية في الآونة الأخيرة، فكان من المهم تسليط الضوء على الأزمات النفسية وتطوير علاجاتها بشتى الطرق.
مؤلف كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسي
الدكتور حامد عبد السلام زهران (رحمهُ الله): أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة عين شمس بمصر، حصل على دكتوراه في الفلسفة وعلم النفس من جامعة لندن عام 1966، وشغل عدة مناصب حيث كان عميد كلية التربية بجامعة عين شمس، وكان معالجًا نفسيًّا ومرشدًا منذ عام 1966 حتى وفاته عام 2008.
وكان عضوًا في عدد من الهيئات؛ منها: المجالس القومية المتخصصة والمجلس الأعلى للثقافة والجمعية العامة للدفاع الاجتماعي.
من أبرز مؤلفاته: “علم نفس النمو.. الطفولة والمراهقة”، و”التوجيه والإرشاد النفسي”، و”قاموس علم النفس”.