التشخيص والدلائل المبكِّرة
التشخيص والدلائل المبكِّرة
التشخيص المبكر مهم جدًّا لكفاءة العلاج، وثمة علامات قبل ظهور الأعراض تنبئ باحتمالية الإصابة بداء التوحد، وعلامات قبل سِن الثامنة عشر شهرًا مثل رفض الرضاعة وعدم التفاعل مع من يحمله وغياب ابتسامة الشهور الثلاثة وعدم الخوف من الغرباء بدايةً من الشهر الثامن كالأطفال الأصحاء، والاهتمام بالأشياء أكثر من الأشخاص والحركات الاهتزازية المتكررة، وقد تحدث اضطرابات في النوم أو نوبات بكاء متكررة من غير سبب، وعلامات أخرى عند سن ثمانية عشر شهرًا تشبه أعراض التوحد مثل عدم القدرة على اللعب التخيلي أو الإشارة إلى الأشياء بأصبعه، وعدم النظر إلى من يحمله، وأشياء يُسأل عنها الأبوان مثل تفاعله مع أقرانه واستجابته للمثيرات كالإضاءة والأصوات، واهتمامه باستكشاف الأشياء الجديدة.
لا توجد وسائل معملية أو إشعاعية لتشخيص التوحد ويتم تشخيصه إكلينيكيًّا فقط من طبيب متخصِّص في الأمراض النفسية للأطفال، ويرجع الطبيب إلى “الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية” المُعَد من الجمعية الأمريكية للطب النفسى، أو التصنيف الدولي لمنظمة الصحة العالمية، وليس للوالدين حاجة للرجوع إليهما لأنها معدَّة للمتخصصين، ويتكون دليل الجمعية الأمريكية من اثني عشر بنـدًا؛ أربعة في مجال التفاعل الاجتماعي وأربعة في قدرات التواصل وأربعة في نمطية السلوك وتكراره، ويتم تشخيص مرض التوحد إذا وُجد خلل في ستة بنود على الأقل من هذه الاثني عشر، بشرط أن تتضمن اثنين منها على الأقل في مجال التفاعل الاجتماعي وواحدًا على الأقل في المجالَين الآخَرَين.
الفكرة من كتاب التوحُّد
ارتفعت نسبة انتشار مرض التوحُّد بنسبة مفزعة في السنوات الأخيرة، والتوحد (أو الذاتوية) هو أحد أكثر الاضطرابات الارتقائية شيوعًا والتي تحدث في سِن مبكرة، وينتج عنه خلل في العديد من الوظائف المتعلقة باللغة والتواصل الاجتماعي والانتباه والحركة، إضافةً إلى بعض الآثار السلوكية غير السوية، وللأسف فإن أسباب التوحد غير واضحة حتى الآن وعلاجه غير نهائي، وهذا الكتاب دليل مبسط للآباء وأطباء الأطفال ليكونوا على بصيرة بأعراض التوحد وضرورة الكشف المبكِّر عنه الذي يعدُّ حجر الأساس في فاعلية العلاج، وهو كذلك مرشد لكيفية التعامل الأمثل مع الطفل المتوحِّد في المجالات المختلفة.
مؤلف كتاب التوحُّد
الدكتورة جيهان أحمد مصطفى: أستاذ مساعد طب الأطفال بكلية الطب جامعة عين شمس، حصلت على الدكتوراه في طب الأطفال عام ١٩٩٩، وتلقَّت دورات تدريبية عن مرض التوحد في مركز سیتي لتدريب ودراسات الإعاقة الذهنية بالظاهر، وألقت العديد من المحاضرات عن التوحد في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية التي قامت بهـا كليات الطب والتمريض بجامعة عين شمس، ولها العديد من الأبحاث العلمية في مرض التوحد منشورة في العديد من المجلات العلمية المتخصِّصة في مجال الطب النفسي، ولها أيضًا أبحاث علمية في أمراض طب الأطفال، وعضو جمعية أحبَّاء ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن مؤلفاتها:
– حساسية الصدر والجلد.
– الروماتويد المفصلي الحدثي والذئبة الحمراء.